… واعتبر رئيس الحكومة أن القرارات تتخذ حسب مستجدات الوضعية الوبائية،من قبيل منع عدد من التظاهرات أو تأجيلها وذلك في إطار منسجم مع الوضعية الحالية لمنع استيراد أو حركية الفيروس، “وهذا ما تقوم به جميع دول العالم”، مشيرا إلى أنه في حال تحسن الوضعية إقليميا ودوليا “ستعود الأمور إلى ما كانت عليه في وضعها الطبيعي..)
هو مقطع من الكلمة للسيد رئيس الحكومة المغربية أثناء افتتاحه أشغال المجلس الحكومي صبيحة اليوم.. وبعد الإطمئنان عن الحالة الوبائي للبلد.. أشار إلى أن الحكومة المغربية قد اتخدت إجراءات وقائية خصوصا في المجالات ذات الاستقطاب الجماهيري كالتظاهرات الرياضية والفنية وغيرها..
ولقد بدأت بالفعل أجرأة هذا القرار الاستباقي عبر استصدار قرارات مركزية إلى السلطات الولائية نتج عنه على مستوى مدينة إلغاء بعض الفقرات المبرمجة ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى الستين لانبعاث مدينة أكادير… كالمقابلة الودّية بين قدماء المنتخب من جهة وقدماء فريق الحسنية إلى جانب إلغاء كل فقرات الصالون / الخيمة بساحة الأمل.. وهي فضاءات قد تسمح – لا قدر الله – بانتقال عدوى وباء( كورونا) بين أكبر عدد من المتفاعلين مع هذه الأنشطة..
هو تقدير احتياطي للقائمين على تدبير الصحة العامّة للبلاد والعباد إسوة بما تعرفه بقية بلدان العالم التى انتشر فيها هذا الوباء..
غير أنّ هناك بعض الفضاءات الأخرى التي لا تقّل أهمية ممّا سبق ذكره.. بل وأكثر خطورة نظراً لكما تتميز به من فضاءات مغلقة..خافتة الإنارة.. كثيفة الأذخنة وبزبناء من مختلف الأعمار وخاصة الشباب من مختلف الجنسين..
هي مقاهي الشيشا بالمدينة.. بل في قلب المدينة ويكاد يعرفها الجميع، وحتى من يحاول أن يغض الطرف فإن رائحتها تفضح كل شيء…
ألا تعتبر هذه المقاهي وبهذه المواصفات مجالا خصبا للانتقال العدوى بين ( المشيّشين) بهذه الجلسات الجماعية وبكل حميميتها والأدخنة تتصاعد وسط جو صاخب يصعب فيه التنفس، خاصة مع غياب مكيفات أو منافذ للتهوية كثيرة. وشباب وشابات يتبادلون الأنبوب المستعمل في التدخين…حينا والقبل أحايين أخرى
ولا يحتاج المرء إلى بذل مجهود كبير للوقوف على هذه المظاهر أوأكثر.. بل إنّ البعض من هذه المقاهي بكورنيش المدينة أصبحت علبا ليلية بجميع المقاييس . بالجمع بين الموسيقى الصاخبة والمشروبات والشيشة بمختلف أشكالها إلى غاية ساعات متأخرة…
ألا يدفع هذا الوضع ذوي القرار الولائي وذوي الاختصاص المؤسساتي إلى استصدار قرار الإغلاق المؤقت على الأقل انسجاما مع الإجراءات الاستباقية ضد هذا الوباء..
علما أن الشيشا هي وباء أيضا دمّر- وما زال- صحّة ونفسية جزء من شبيبتنا.. مما يدفع الجميع إلى انتهاز هذه الفرصة لوضع حدّ لهذا الوباء أيضا
يوسف غريب