نفّذ فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأكادير، مساء الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات؛ وذلك للتعبير عن تضامنه مع “الفتاة ضحية التحرش الجماعي وسط حافلة للنقل الحضري بمدينة الدار البيضاء”.
ورُفعت خلال الشكل الاحتجاجي شعارات ولافتات رافضة لـ”الصمت عن حق النساء في الأمن والحماية من العنف وجرائم الاغتصاب”، ومطالبة بـ”تجريم التحرش الجنسي”.
وقال عبد العزيز السلامي، رئيس فرع AMDH بأكادير، إن الوقفة تُعدّ “صرخة من الجمعية، تفاعلت معها العديد من الفعاليات الفنية والسياسة والحقوقية والجمعوية النشيطة في مجال الدفاع عن قضايا النساء والطفولة؛ وتروم التصدي لمجموعة من الظواهر الدخيلة على المجتمع المغربي، والتي تتحمل فيها الدولة مسؤولية جسيمة، من حيث المناهج التعليمية، ومحاصرة القوى التقدمية والحداثية، وتدبير ملف الحريات الفردية”.
وأضاف المتحدّث أن واقعة “فتاة الأطوبيس” “أعادت إلى الواجهة هذه الظواهر الغريبة والمرضية، التي كرّستها المنظومة التربوية وآليات تعاطي الدولة مع فئة الشباب ومع الفكر الديمقراطي الحداثي، مع غياب تكريس القيم الإيجابية”، واصفا الحادثة التي اهتز لها الرأي العام بـ”الشجرة التي تخفي غابة التسيب والفوضى التي يعرفها المجتمع، بمنأى عن أي مساءلة للمتورطين، وإن كانت فهي دون مستوى انتظارات الضحايا وعائلاتهن”، على حد تعبيره.
من جهتها، قالت نجاة أنوار، رئيسة جمعية “ماتقيس ولدي”، التي حضرت الوقفة الاحتجاجية، إن “الرسالة الملكية في دورة برلمان الطفل يوم 25 ماي سنة 2000 تُعبر عن العناية التي يوليها ملك البلاد للطفولة، لكن، مع الأسف لم تكن هناك مواكبة من طرف الحكومة، ما أفضى إلى تردّي وضعية الطفولة”.
وحمّلت المتحدثة المسؤولية للحكومة، مطالبة إياها بـ”التنزيل الفوري لمقتضيات الدستور الجديد، وتحقيق الأمن في جميع المرافق العمومية والشارع العام، باعتبارها مسارح للتحرشات، فضلا عن إدماج الأطفال الجانحين، مع وضع برامج لمحاربة الهدر المدرسي والفقر والتهميش”.
وأضافت الفاعلة في مجال الطفولة أن “الحكومة مُلزمة بإدراج التربية الجنسية في المناهج الدراسية، بعد ما أصبحنا نستفيق على وقع حوادث أطفال في علاقات مع دواب، وآخرين يغتصبون طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة وسط حافلة وفي واضحة النهار”، وفق تعبيرها، منتقدة بشدة الحكومة المغربية “لـغياب تفاعلها وتواصلها حول هذه الواقعة”، ومستنكرة عدم صدور بلاغ منها، رغم أن الواقعة هزت الرأي العام، وزادت متسائلة: “هل هذه الفتاة لا تستحق الدفاع عنها؟.. لو تمت معاينة شخص يُفطر في رمضان بهذه الحافلة لشهدنا تحرك الوازع الديني بتدخل قضاة الشارع والفئات الإسلاماوية…”.