الأصل أن النخب السياسية رافعة مهمة ودعامة أساسية لتحقيق تنمية شاملة في مختلف أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية و الثقافية.
إلا أن واقع الممارسة في اشتوكة أيت بها يعري عن قصور واضح في القيام بهذه الوظيفة والمهام المطلوبة، مما يجعل من مطمح بناء نخب قوية مشروعا مؤجلا و مسألة تجديد النخب أمرا ملحا.
و تبعا لذلك فإن من أهم وظائف النخب هي بلورة صيغ مشتركة من خلال تنسيق الجهود بين مختلف الفاعلين داخل المجتمع لوضع السياسات ومواجهة المشكلات وصياغة الحقوق والواجبات؛ وتحرص على تنشيط الحياة السياسية و الاقتصادية و الثقافية كل حسب تخصصه وحفظ التوازن داخل المجتمع وبث قيم ومثل مشتركة، إلى جانب دورها في تأطير المواطنين والرفع من منسوب الوعي لديهم؛ بما يجعل منها اي النخب حاضنة للتأطير والتنشئة الاجتماعية.
فهل هناك تخبا في اقليم اشتوكة أيت بها بهذه المميزات؟! وهذه الوظائف ؟ وهذه الأدوار؟!
الاجابة عن هذه الأسئلة يتطلب منا المصالحة و المصارحة مع الواقع فهما وعملا.
فالناظر الى تركيبة النخب في اقليم اشتوكة ايت بها ومواصفاتها يجدها غير بعيدة عن تركيبة عامة تقتسم مواصفاتها مع نظيراتها في كل أرجاء المغرب .
فهي إما نخب بعطائها الأكاديمي و العلمي و الثقافي و الاجتماعي و الرياضي لكنها غير معروفة لدى عامة الناس رغم ما تختزنه من كفاءات و مؤهلات . ونظرا لهجرتها او موقفها المستقل من الظهور في الأنشطة ذات اللون السياسي فهي دون حقيبة سياسية و ليست لها حقائب رسمية في تدبير الشأن العام ، و ذلك راجع لعدم رضاها عن الأدوار الهامشية أو السطحية التي أريد لها ان تنخرط فيه أو لتحرزها عن الاندماج في بيئة تصفها بالمريبة خوفا من استغلالها لتبييض برامج و مشاربع وهمية و غير حقيقية و غير ذات اهمية ووزن في بناء المجتمع و خوفا من ان يتم استغلالها للركوب السياسي.
ومن جهة أخرى نجد ما اريد له ان يسمى نخبا و هي بعيدة كل البعد عن مصطلح و مفهوم النخب. مجموعة من الشخصيات ذات شبكة علاقات مصلحية افقية فيما بينها و عمودية الى الأعلى لالتماس اشكال الدعم المعنوي و السياسي و المادي دون ان يكون لها امتداد نزولا الى المجتمع الا النزر القليل القليل.
جوقة من المداحين تدور رحاها مع الجاه و المال و السلطة و السياسة حيث دارت . طبقة منكفئة في التنظير والخبرة الفلكلورية ليس لديها اي ميثاق أخلاقي و لم تهيئ لتعاقد مستقبلي ؛ حتى تكاد تجد نفس الأسماء منها في الاحزاب السياسية الغالبة و تجدها نفسها في الجمعيات المسيطرة على أقطاب الثقافة و الرياضة والفن.
ثم تجدها في لائحة اسماء مكاتب الدراسات و المقاولات ذات الحظوة في الفوز بالصفقات وفي الأخير تجدها في لائحة التكريمات في الحفلات بمناسبة و بغير مناسبة .
لا أحد ينكر دور النخب السياسية و الثقافية التي عرفها تاريخ اشتوكة أيت بها . لكن بالمقابل لا أحد ينكر أن اشتوكة أيت بها اصبحت تعرف ركودا ملموسا في جميع المجالات يعزوه الغالبية من المتتبعين لاستهلاك النخب الموجودة حاليا في ساحة مختلف هذه المجالات و استنفاذ وسائلها و أنشطتها التي لم تعد مقنعة للرأي العام بمختلف شرائحه اللهم ان كانت مقنعتا لجيوبها فقط و جيوب مموليها . سياق أصبح معه اختيار نخب جديدة بناء على تقييم أدائها مشروعا ملحا، فكل مرحلة تفرز نخبها ، ومؤكد أن المراحل الاستثنائية تحتاج كذلك لنخب استثنائية ولمشاريع استثنائية.
أليست هذه مرحلة النموذج التنموي الجديد و الجهوية الجديدة ؟! فأين النخب الجديدة بإقليمنا العزيز ؟!
بقلم عبد السلام موماد