يعيش الشارع المغربي على وقع التخوف من فرض الحكومة حجرا صحيا شاملا في قادم الأيام، خاصة في ظل اتسام قراراتها الأخيرة بالحزم والصرامة والتشديد.
ويأتي ذلك في ظل تنامي مؤشرات تدهور الوضع الوبائي في المغرب، فمن جهة ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، ومن جهة أخرى تزايد الضغط على أقسام الإنعاش والعناية المركزة في مختلف مستشفيات المملكة.
وبناء عليه، يخشى المواطنون أن تتجه الحكومة نحو فرض حجر صحي شامل في حال لم تؤت القرارات المتخذة مؤخرا نتائج ملموسة، كما تتوقع السلطات الصحية.
الطيب حمضي يوضح بشأن الحجر الصحي
أوضح الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، أنه “من غير المعقول أن يتم حل الأزمة الصحية بالحجر الصحي الشامل، في ظل توفر سبل الوقاية من كمامات ومواد التعقيم ووسائل النظافة، فضلا عن وسائل التشخيص، والمعلومات الطبية عن الفيروس، ثم التلقيح”.
وأوضح حمضي أن “سبب تطبيق الحجر الصحي الشامل في بداية الجائحة كان نظرا لأننا لم نكن نعلم شيئا عن الفيروس، وكان ذلك فرصة لتهييء المنظومة الصحية، وتوفير سبل الوقاية”.
وشدد حمضي على أن الحجر الصحي الشامل لايمكن أن يكون الحل الأنسب، ولكن الذي نرجوه هو التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، وتوجههم نحو المراكز من أجل التلقيح.
تغيير توقيت الحظر الليلي أمر وارد
أكد الطبيب حمضي أن قرار تغيير توقيت الحظر الليلي أمر وارد، ويمكن أن يتم التشديد فيه أكثر خلال الأيام المقبلة، إذا لم تتم مصاحبته باحترام الإجراءات الاحترازية من طرف المواطنين.
وأوضح حمضي أن الهدف من هذا القرار رفقة ما صاحبه من إجراءات أخرى هو التحكم في انتشار الفيروس، للتقليل من الحالات الخطيرة، والوفيات المرتفعة.
خطر ظهور متحورات جديدة
أشار الطبيب في السياسات والنظم الصحية في معرض حديثه إلى معلومة طبية تفيد أنه كلما انتشر فيروس كورونا، كلما ظهرت طفرات جديدة ربما تكون أكثر خطورة من سابقاتها.
وأبرز حمضي أن المستشفيات المغربية لا تستطيع تحمل مثل هذا الوضع، مضيفا أن القرارات وإجراءات التشديد المتخذة كانت نوعا من الحرص على عدم انهيار المنظومة الصحية، خاصة في ظل عدم احترام بعض المواطنين للاجراءات الاحترازية.
على المواطنين أن يستفيدوا من فرص التلقيح المتاحة لهم
لفت حمضي إلى أن المغرب واحد من الدول التي تتوفر على كميات مهمة من اللقاحات، وذلك بفضل الرعاية السامية لجلالة الملك، وهو ما دعا على إثره المواطنين للاستفادة من هذه الفرصة المتاحة لهم.
وشدد حمضي على ضرورة انخراط المواطنين في الحملة الوطنية للتلقيح من أجل تسريع وتيرتها و منع ارتفاع حالات الإنعاش وتدهور المنظومة الصحية.