تساءل مجموعة من المواطنين عما إذا كانت التساقطات المطرية الأخيرة المسجلة خلال شهري شتنبر وأكتوبر، ستساهم في إنقاذ القدرة الشرائية للمغاربة من التهاب أسعار اللحوم الحمراء.
وأخذا بعين الاعتبار أن “أمطار الخير” تؤثر بشكل إيجابي على القطاع الفلاحي عامة، وتربية المواشي تحديدا، يترقب المستهلك المغربي بفارغ الصبر انخفاض أسعار اللحوم الحمراء، التي بلغت أسعارها مؤخرا مستويات قياسية.
وتساهم التساقطات المطرية المبكرة في إنعاش المراعي، البديل المجاني لمربي المواشي عن اقتناء الأعلاف التي عرفت أسعارها منذ تفشي وباء “كورونا” ارتفاعا صاروخيا، فاقم كلفة الإنتاج وانسحب على أسعار البيع، كونه ما زال مستمرا إلى غاية اليوم.
في هذا السياق، كشف مهنيون أن التساقطات المطرية الأخيرة قد تساهم، ولو جزئيا، في تراجع أسعار اللحوم الحمراء، باعتبار أن اغتناء المراعي بالنباتات سيؤدي إلى انخفاض الطلب على الأعلاف، مما يساهم بدوره في انخفاض أسعارها، لكن ذلك لن يحدث في القريب العاجل.
وأكد هؤلاء أن هناك حاجة إلى 3 سنوات على الأقل لعودة الأمور لسابق عهدها، مشددين على أنه “لن يكون للأمطار تأثير فوري على أسعار اللحوم الحمراء، إذ نحتاج إلى حوالي 3 سنوات متتالية من التساقطات الكافية للرجوع إلى الوضع السابق، وتحقيق انتعاش للقطيع الوطني”.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف محمد بنجبلي، رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين بقطاع المواشي، أن أسعار الأعلاف ما تزال مرتفعة، إذ يبلغ سعر الأعلاف المركبة ما بين 3.5 و4.30 دراهم، بينما سعر التبن وصل إلى 40 درهما لـ”البالة”.
وأوضح بنجبلي أن اغتناء المراعي سيؤثر على أسعار الأعلاف ومن ثمة كلفة الإنتاج، غير أنه ليس بالتأثير الفوري على حد قوله، مبرزا أن “تأثير التساقطات على أسعار الأعلاف، وعلى قطاع تربية المواشي بشكل عام، سيكون على المدى المتوسط”.
وأكد ذات المتحدث أن “المربين لا يزالون إلى حدود اللحظة مضطرين لشراء الأعلاف وتحمل كلفتها المرتفعة”، فيما استبشر
بـ”التدابير التي تستعد الحكومة لاتخاذها، عقب الاجتماع الأخير مع المتدخلين في سلاسل الإنتاج الفلاحية، بغية إنعاش القطاع وضمان تموين الأسواق”.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة تعهد خلال الاجتماع سالف الذكر، باتخاذ إجراءات تروم المساهمة في خفض أسعار المنتجات الفلاحية، وكذا حماية الرصيد الحيواني وإعادة تشكيله، إضافة إلى تعزيز مناعة القطاع الفلاحي في مواجهة سياق عالمي غير ملائم يتسم بالتغيرات المناخية وندرة المياه.
وشكل هذا الاجتماع مناسبة لتدارس مختلف الآليات الكفيلة بالمساهمة في تحقيق التوازن في السلاسل الحيوانية مثل الحليب، واللحوم الحمراء، والدواجن، وكذا السلاسل النباتية على غرار الزيتون، والحوامض، ونخيل التمر، والخضراوات البواكر، والنباتات السكرية، والأرز، والبذور، والحبوب، وذلك من خلال تعبئة ميزانية إجمالية توقعية لهذه الخطة تبلغ 7.3 مليار درهم.