بدأت دول الغرب في الاستعداد لأي هجوم روسي نووي محتمل، وذلك في أعقاب التصريحات المتكررة للرئيس فلاديمير بوتين وعدد من المسؤولين الذي أكدوا أن موسكو لن تتوانى في استخدام ترسانتها النووية للدفاع عن وحدة أراضيها.
ومع ازدياد التصعيد بين روسيا وأوكرانيا، يزداد منسوب التهديد بحدوث كارثة نووية، سواء عبر ضربات نووية روسية أو استهداف محطات الطاقة النووية، وهي السيناريوهات التي جعلت عددا من الدول تباشر باتخاذ إجراءات استباقية من أجل مواجهتها.
أمريكا جاهزة !
أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية باتريك رايدر، في مؤتمر صحفي، أن بلاده وجيشها “جاهزون تماماً للتعامل مع أي تهديد نووي محتمل”.
ووصف ذات المتحدث التصريحات المتوالية من موسكو بـ”قرقعة السيوف الطائشة وغير المسؤولة”، مشدداً على أن البنتاغون “لم يرصد إلى حد الآن أي شيء يشير إلى أن روسيا اتخذت قراراً باستخدام الأسلحة النووية..”.
وفي حال حدوث ذلك، أكد رايدر أن “الولايات المتحدة تملك قدرة ردع استراتيجية قوية جداً”، مشيرا إلى أنه “ستكون عواقب وخيمة على روسيا إذا استخدمت الأسلحة النووية في أوكرانيا”.
مناورات عسكرية
انطلقت الأسبوع الماضي مناورات “الظهيرة الصامدة” التي يجريها حلف شمال الأطلسي في الأجواء البلجيكية وفي بحر الشمال والمملكة المتحدة، بمشاركة 14 دولة ونحو 60 طائرة من مختلف الطرازات، بما فيها مقاتلات من الجيل الرابع والخامس.
وتستهدف هذه المناورات اختبار قدرات الردع النووي لدى الحلف، وتشارك فيها طائرات استطلاع وقاذفات أمريكية طويلة المدى من طراز B52 وطائرات تزويد بالوقود، وقاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية.
وفي مقابل ذلك، رجح خبراء عسكريون في الناتو أن تقوم روسيا بدورها بإجراء تدريبات نووية عما قريب، تزامنا مع مناورات الناتو، أو بعد انتهائها بأسبوع على الأكثر.
تهافت للحصول على أقراص اليود
شرعت السلطات البولندية في توزيع أقراص اليود، التي تمنع تركيز المواد المشعة في الغدد البشرية، وبالتالي تحمي بشكل نسبي من أضرار الإشعاعات النووية.
وأنشأت بلدية العاصمة وارسو نحو 600 نقطة توزيع في المدينة، في حين ارتفع عدد هذه النقاط في الإقليم كله إلى 1600، كما عممت وزارة الصحة منشورات توضح كيفية استخدام هذه الأقراص، وشروط تعاطيها.
ومن جهتها، أنفقت وزارة الصحة الإسبانية نحو 300 مليون يورو من أجل تعزيز مخزونها من أقراص اليود، وتستعد لتوزيع مليون و150 ألف علبة منها خلال شهر نونبر القادم.
وفي سياق متصل، أعلنت فنلندا قبل أيام نفاذ مخزونات أقراص اليود لديها، بعد أن أوصت وزارة الصحة باستخدامها حال وقوع حادث نووي في المنطقة.
تشييد الملاجئ والمخابئ لإيواء الفارين من الحرب
تضاعف الطلب في بولندا على تشييد الملاجئ المضادة للإشعاعات النووية، حسب ما أوردته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وقال أحد متعهدي بناء هذا النوع من العقارات، في تصريح للصحيفة المذكورة، أن شركته استقبلت عقب خطاب بوتين في 21 شتنبر الماضي، أزيد من 20 اتصالاً هاتفياً في اليوم و200 رسالة على صفحتها في “فيسبوك”، من أجل الاستعلام عن أسعار البناء ومدة إنجازها.
وأكد المصدر ذاته أن السلطات السلطات البولندية باشرت حملة تفقدية للمخابئ العامة، إذ أن في البلاد أكثر من 62 ألف ملجأ قادر على إيواء 1.3 مليون مواطن.
يذكر أن الرئيس فلاديمير بوتين، كان قد أكد في خطاب ألقاه في 21 شتنبر الماضي، أن استعمال أسلحة نووية تكتيكية أمر مطروح على طاولة خططه العسكرية، مشيرا إلى أنه لم يكن يخادع عندما قال ذلك من قبل.
واتهم بوتين الدول الغربية بالسعي لتدمير موسكو وإخضاعها لما أسماه بـ”الابتزاز”، مشدداً على أن بلاده “ستستخدم بالتأكيد كل ما لديها من وسائل لحماية روسيا وشعبها”.
وفي مقابل ذلك، صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن “بوتين لا يمزح في تهديده بأسلحة نووية”، محذراً من أن ذلك “يمكن أن يقود العالم إلى حرب النهاية”.