يقود المعهد الوطني للبحث الزراعي ومعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وعدد من المؤسسات الخاصة جهودا حثيثة لمحاربة الحشرة القرمزية التي أتت على آلاف الهكتارات من نبات الصبار بعدد من مناطق المملكة.
وتعتمد هذه المؤسسات على برنامج علمي متعدد المستويات، يضم سلسلة من التجارب الصديقة للطبيعة بما في ذلك استخدام المبيدات الحيوية المتوفرة في منطقة ايت باعمران، وكذا استعمال حشرة مستوردة من الخارج.
في هذا السياق، أفاد الباحث في المعهد الوطني للزراعة، رشيد بوغرود، أن المحاربة المتكاملة للحشرة القرمزية ترتكز أساسا على المعالجة بالماء والصابون البلدي، والتقليم أو ما يعرف شعبيا ب”الزبير”.
وإلى جانب ذلك، توقف بوغرود عند حيثيات المعالجة البيولوجية التي تستعمل فيها دعسوقة مستوردة من الخارج، تعرغ محليا ب “لالة مسعودة”، والتي تتغذى على الحشرة القرمزية بشكل كبير ما أعطى نتائج إيجابية.
وأضاف ذات المتحدث أن هذه الدعسوقة تم استيرادها من دولة الميكسيك بترخيص من المكتب الوطني للسلامة الصحية ووزارة الصحة، مشيرا إلى أن النتائج المحصل عليها بعد عامين من التجارب أثبثت فعاليتها.
وتجدر الإشارة إلى أن الحشرة القرمزية كانت قد ظهرت لأول مرة في المغرب سنة 2014، حيث تفاجئ عدد من الفلاحين بمختلف ربوع المملكة بظهورها على نبات الصبار، لتجتاح بعد ذلك بفترة وجيزة آلاف الهكتارات من هذه الفاكهة، مسببة دمارها.
وتتميز هذه الحشرة بسرعة انتشارها عبر الحقول بفعل الرياح، إذ تقتات على نبات الصبار عبر امتصاص سوائله وأكل أطرافه، ما يؤدي إلى جفافه وموته.
وكبدت هذه الحشرة التي أبلغ عنها لأول مرة في سيدي بنور المزارعين خسائر مادية جسيمة، بعدما هجمت جحافيلها على عشرات الآلاف من الهكتارات، وأثرت سلبا على إنتاج فاكهة التين الشوكي التي انتقل سعرها من 50 سنتيما إلى 3 دراهم وأكثر.