هذا ما قاله الأطباء بخصوص الوضع الصحي للطفل ريان واحتمال صموده في عمق البئر
تفاعل عدد من الأطباء مع قضية الطفل ريان الذي سقط في بئر عميقة وضيقة بالقرب من منزل أسرته بجماعة تمروت بإقليم شفشاون.
وأوردت مصادر من عين المكان أن فريقا مختصا يتابع الوضع الصحي للطفل عن بعد، عبر جهاز كاميرا خاص بعمليات الإغاثة، قصد الاطمئنان على حالته الصحية لحظة بلحظة.
وضعه الصحي مستقر
قال الدكتور أحمد لحلو، أخصائي العناية المركزة للأطفال، أن الحالة الصحية للطفل ريان تبدو مستقرة من خلال الفيديو الذي انتشر مؤخرا، وهو ما سيمكنه من الصمود خلال الساعات المقبلة.
ويبقى من الضروري، حسب الدكتور، تزويد الطفل بشكل متواصل بالماء، وتأمين فتحات تهوية تتيح له التزود بالأوكسجين الكافي، للمساعدة على إبقائه على قيد الحياة، في انتظار الوصول إليه بشكل آمن وإنقاذه.
إصابة الطفل احتمال وارد
لفت الدكتور أحمد لحلو إلى أن احتمال إصابة الطفل ريان في الرأس أو في أطراف أخرى من جسده جراء السقوط على عمق 32 مترا، يظل قائما ويمثل خطرا على حياته، مشيرا إلى أن ما أظهرته الصور ومقاطع الفيديو لا يمكن أن يقدم مؤشرات دقيقة حول وضعه الصحي.
وأوضح الأخصائي في العناية المركزة للأطفال أيضا، أن إمكانية استنشاق الطفل ريان الغبار داخل البئر تبقى واردة، مما قد يتسبب له في التهاب أو في مشاكل تنفسية خطيرة.
وبمجرد انتشاله من البئر، يجب التأكد من عدم وجود نزيف داخلي قد يهدد حياة الطفل، حسب الدكتور لحلو، وهو الأمر الذي يمكن التحقق منه عبر إخضاعه لفحوص دقيقه فور انتشاله من البئر.
وفي انتظار انتهاء عملية الحفر وإخراج الطفل بأمان فقد تم توفير مروحية إسعاف قريبة من مكان الحادث، من أجل الإسراع بنقله إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.
هذا، وتم تجهيز المروحية بكل وسائل الإنعاش والإسعاف، إلى جانب توفير سيارة إسعاف طبية وفريق صحي يتألف من طبيب مختص في الإنعاش والتخدير، وممرضين في الإنعاش والتخدير.
قدرة ريان على المقاومة مرتبطة بعدة اعتبارات
أوضح الدكتور جمال الدين البوزيدي، الأخصائي في الأمراض الصدرية والحساسية والمناعة، أن قدرة ريان على المقاومة داخل البئر مرتبطة بعدة اعتبارات.
وأشار ذات الدكتور في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن المشكل المرتبط بالأكل والشرب لن يمثل إشكالا حقيقيا بالنسبة للطفل ريان طالما يتم تزويده من قبل الأطقم المتواجدة على السطح بما يلزم من الأوكسجين الذي يضمن بقاءه على قيد الحياة.
وأضاف ذات المتحدث أن أكثر ما يقلق هو درجة الحرارة التي توفرها البنية الترابية لهذه الطبقة الأرضية بالنسبة للطفل ريان، حيث يخشى من ما يسميه الخبراء بدرجات الحرارة القاتلة.
وأبرز الدكتور أن الوصول لدرجات دنيا من الحرارة قد يعرض حياة الطفل للخطر، ويستلزم عرضه بأسرع وقت ممكن على أطباء متخصصين فور انتشاله، من أجل معالجة أي أعراض قد ترتبت عن الوضع الصعب الذي اجتازه الطفل.
العامل النفسي يلعب دورا كبيرا
شدد الدكتور البوزيدي على أن العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في صمود الطفل ريان، إذ يجب التخفيف من معاناته وتبديد الخوف لديه، سواء عن طريق توفير الإضاءة في محيطه أو التواصل معه بشكل مستمر.
وأوضح ذات المتحدث أنه لابد من التركيز على عملية التواصل، كون الطفل يواجه وضعا صعبا في ظل الظلام والوحدة اللذين يجابههما في قعر البئر، فضلا عن وجوب طمأنته إلى أن الأمور ستسير على ما يرام من أجل إخراجه من البئر.
أبرز “مُحدد” لإنقاذ حياة الطفل ريان
شدد الطبيب وأخصائي الفيزياء الإحيائية، رضا شروف، على أن انتشال الطفل ريان من البئر بأسرع وقت ممكن وإخضاعه للتشخيص الطبي يعد أبرز محدد لإنقاذه.
وأضاف شروف في تصريح لوكالة الأناضول أن التنبؤ بالحالة الصحية للطفل بعد هذه المدة (نحو 71 ساعة) يبقى متعذرا خاصة مع عدم إمكانية الوقوف على طبيعة الإصابات التي تعرض لها.
واعتبر الطبيب أن طول بقاء الطفل داخل البئر يعقد من وضعه الصحي ويجعله معرضا للعديد من المخاطر، سواء تلك المتعلقة بالإصابات حال وجودها، أو إمكانية إصابة الطفل بالجفاف الذي يشكل بدوره هو الآخر خطرا على حياته.