اشتكى العديد من الكسابة ومربي الأغنام في الجماعات القروية المجاورة لمدينتي القصر الكبير والعرائش من نفوق مواليد الأغنام بشكل غامض، إذ يفارق غالبيتها الحياة في الأيام الأولى من الولادة.
وأفاد عدد من المتضررين بأن هذه المعضلة يعاني منها غالبية الكسابة والفلاحين من مربي الأغنام، إذ لم يتمكن معظمهم من تحديد أسباب نفوق مواليد “النعاج”، ما سبب لهم خسائر كبيرة.
وأكد هؤلاء أن الوفيات في صفوف الخراف “كثيرة وفاقت التوقعات”، معتبرين أن هذا الوضع “يثير حيرة الكسابة والفلاحين بالمنطقة”.
في هذا السياق، كشف أحد الكسابة أن القطيع الذي يملكه يضم 35 نعجة وضعت جميعها، إلا أن 16 منها توفيت خرافها في الأيام الأولى بعد الولادة.
وأوضح الكساب ذاته أن الوضع الذي واجهه خلال هذه السنة هو نفسه الذي يعاني منه مختلف الفلاحين بالمنطقة والمناطق المجاورة، مشددا على أن الجميع “يشتكي من كثرة الوفيات في صفوف مواليد الأغنام”.
من جهته، سجل كساب آخر بإحدى القرى القريبة من مدينة العرائش، أنه فقد “أزيد من 10 خرفان من إجمالي الولادات، وهناك من فقد غالبيتها”، الأمر الذي يستدعي، بحسبه، “تحركا من الجهات الوصية على القطاع لمعرفة الأسباب وتوجيه الكسابة لتفاديها”.
وفي تعليقه على الموضوع، أكد أحد الأطباء البياطرة في إقليم العرائش أن الكثير من الفلاحين يشتكون هذا العام من كثرة الوفيات في صفوف مواليد الأغنام، مؤكدا أن هذا الأمر “لا يرتبط بمرض ينتشر بين الأغنام”.
وأوضح البيطري أن “سبب الوفيات التي يتكبدها الفلاحون بالمنطقة ناتج عن بكتيريا تصيب المواليد الصغار وتؤدي إلى نفوقها في الأيام الأولى من الوضع”، مشيرا إلى أن هذا الإشكال ناتج بالدرجة الأولى عن “غياب النظافة في الحظائر”.
وأبرز ذات المتحدث أن “هناك بكتيريات وفيروسات تنتقل للحمَل بعد الولادة عبر السرة وتؤدي إلى وفاته بشكل سريع في حال عدم تلقيه المضادات اللازمة لمساعدته على التغلب عليها”، محملا “مسؤولية هذه الوفيات والخسائر إلى الكسابة والفلاحين وطريقة تربيتهم للقطيع والعناية به، والتي تتميز بالعشوائية وعدم تقديم الحقن والمضادات الحيوية الضرورية خلال المراحل المختلفة من السنة”.
التعاليق (0)