نفايات في الفضاء تهدد سكان الأرض.. ماذا لو سقطت فوق رأس البشرية ؟
كشفت وكالة ناسا الدولية للفضاء أن مجسات شبكة مراقبة الفضاء العالمية رصدت ما يزيد على 27 ألف قطعة من النفايات المدارية حول الأرض.
وأوضحت الوكالة أن هذا العدد لا يمثل كل النفايات الفضائية، فهناك آلاف غيرها في طبقات الغلاف الجوي القريبة من الأرض، وهي صغيرة إلى حد لا تستطيع هذه المجسات رصدها.
وفي ذات السياق، أكدت الوكالة أن هذا العدد الكبير من النفايات يهدد رحلات السفر البشرية إلى الفضاء ومهام الروبوتات الفضائية.
وتصل سرعات هذه القطع من النفايات، حسب “ناسا”، إلى 25 ألف كيلومتر في الساعة في المدارات الأرضية الدنيا، ما يعني أن اصطدام قطعة مهما كانت صغيرة بالمحطة الفضائية الدولية، قادر على إحداث أضرار جسيمة.
وإلى جانب ذلك، أشارت “ناسا” إلى خطر النفايات الفضائية على الأقمار الصناعية والمحطة الفضائية الدولية والمركبات الفضائية المسافرة من الأرض وإليها.
ماذا لو تساقطت النفايات على سكان الأرض ؟
أفادت وكالة ناسا الدولية للفضاء أن سلامة سكان الأرض من الخطر المحدق بهم من النفايات الفضائية لا يحظى بالقدر الكافي من الاهتمام.
وقالت الوكالة عبر موقعها الرسمي : “رغم أن حوادث سقوط قتلى أو جرحى بسبب المخلفات الفضائية الساقطة لم تحدث خلال 50 عاما الماضية لأن هذه القطع تحترق في الغلاف الجوي، إلا أن احتمالات حدوث ذلك تزداد يوما بعد يوم”.
وأضافت ناسا : “نحن على أعتاب موجة واسعة مرتقبة من رحلات السفر المتكررة من الأرض إلى الفضاء، وإطلاق المزيد من الأقمار الصناعية وسقوط هذه النفايات في المجال الجوي للأرض لتشكل خطرا لا يُحمد عقباه، سواء للناس على الأرض أو حتى الطائرات التجارية وطائرات الركاب”.
احتمالات سقوط النفايات
كانت احتمالات هذه الحوادث موضوع دراسة حديثة نشرتها مجلة “نيتشر أسترونومي” (Nature Astronomy) العلمية، إذ توصلت الدراسة إلى أن هناك احتمالا -نسبته 10%- أن يشهد العقد القادم سقوط نفايات فضائية تقتل شخصًا ما.
وتتبعت الدراسة البيانات المبلغ عنها حول عمليات الإطلاق الفضائية وأجسام الصواريخ المهجورة التي تدور حول الكوكب، وذلك من أجل حساب الخسائر المحتملة.
وأظهرت الأرقام أن أغلب الحطام الفضائي المتساقط قد يقع في بلدان حول خط الاستواء وتحته، في ما يسمى “الجنوب العالمي”، إذ إن العديد من هذه البلدان في أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وأوقيانوسيا لا تطلق الأقمار الصناعية والصواريخ، ناهيك عن تشغيل برامج فضائية خاصة بها.
ووجدت الدراسة أن احتمالية تعرض المناطق الاستوائية في جاكرتا (إندونيسيا) ودكا (بنغلاديش) ومكسيكو سيتي (المكسيك) وبوغوتا (كولومبيا) ولاغوس (نيجيريا) لحطام النفايات الفضائية أكبر 3 أضعاف على الأقل من بكين وموسكو وواشنطن ونيويورك.
وشددت الدراسة على أن هذه النفايات مهما كانت صغيرة في الحجم إلا أنها قد تكون قاتلة، وقد تشكل مخاطر جسيمة على الأرض والبحر وعلى الأشخاص في الطائرات.
وخلصت الدراسة إلى أن التطور التكنولوجي الأخير وتصميم المهام الفضائية قد تكون له تبعات خطيرة على سكان الأرض، مشيرة إلى أن الدول التي تطلق الصواريخ والأقمار الصناعية والمركبات الفضائية “تصدّر” مخاطر مهامها الفضائية إلى باقي دول العالم، خاصة دول الجنوب الفقيرة.