تواصل واقعة انقطاع التيار الكهربائي عن مركب فاس خلال مباراة المنتخب الأولمبي المغربي ونظيره البرازيلي، يوم أمس الخميس 7 شتنبر الجاري، إثارة الجدل، فيما طالب مجموعة من النشطاء والخبراء الرياضيون بفتح تحقيق في النازلة وترتيب المسؤوليات المرتبطة بها.
في هذا السياق، كشف الخبير الرياضي بدر الدين الإدريسي، أن “ما وقع بمركب فاس مرتبط بمهام السلطات المحلية والمجالس الترابية”، مشيرا إلى أن “انقطاع التيار الكهربائي أمر وارد الحدوث، لكن يجب فتح تحقيق بخصوص ملابسات الحادث للتأكد من مسؤولية كل طرف على حدة”.
وأورد ذات الخبير في تصريحات صحفية بأن “المغرب يتوفر على مجموعة من الملاعب ذات الجودة العالية على الصعيد الإفريقي، لكن يجب دائما إخضاعها لعمليات الصيانة والمراقبة التي تنطلق من العشب وتمتد إلى الإنارة والتنظيم”.
وشدد المتحدث نفسه على ضرورة “الاستعانة بأطر متخصصة فيما يتعلق بالمراقبة والصيانة والتنظيم، وذلك قصد تغيير المقاربة المعتمدة حاليا في تدبير الملاعب بالمغرب”.
ومن جهته، وصف الكاتب الرياضي عبد العزيز بلبودالي انقطاع التيار الكهربائي بملعب مدينة فاس لمدة تزيد عن 10 دقائق بأنه “فضيحة رياضية”، مشيرا إلى أن “هذه التصرفات تمس بسمعة المملكة المغربية في الخارج، على اعتبار أن الأمر يتعلق بمباراة دولية مع منتخب كروي عالمي”.
وأضاف بلبودالي أن “المغرب مرشح لاحتضان كأس أمم أفريقيا ومونديال العالم، ومن ثم لم يعد هناك هامش للخطأ، لأن ذلك يعطي إشارات سلبية وغير مطمئنة بشأن جاهزية البلاد لهذه الأنشطة الدولية”.
وسجل ذات المتحدث أن “العالم بات يعتمد على أحدث التكنولوجيات في التسيير الرياضي، الأمر الذي يجب الانتباه إليه من طرف المسيرين في المغرب”، لافتا إلى أن “تدبير الملاعب أصبح علما قائم الذات ويعتمد على النخب الرياضية التقنية المكونة في المدارس العليا”.
وبدورهم، وصف مجموعة من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” انقطاع الكهرباء بملعب فاس بأنه “هفوة تقنية خطيرة”، متهمين المسؤولين المباشرين عن الإنارة بملعب فاس بـ”التقصير”.
وفي سياق متصل، أكد ذات النشطاء أن “مقابلة من حجم مباراة المنتخب الأولمبي المغربي ونظيره البرازيلي تفرض ترتيبات وإجراءات خاصة، لعل أبرزها الإنارة”، وهو الأمر الذي “يطرح علامات استفهام عريضة حول مدى قيام المسؤولين عن هذا القطاع (الإنارة) بالمتعين، حتى تمر هذه المقابلة في ظروف طبيعية وسليمة”.
واتفق مغاربة “الفيسبوك” على أنه “لم يعد مسموحا اليوم ارتكاب مثل هذه الهفوات والسقطات القاتلة التي يتصيدها أعداء المغرب من أجل استهداف صورته ومكانته الريادية التي يحتلها اليوم بين كبار إفريقيا والعالم فيما يتعلق بتنظيم مقابلات وتظاهرات عالمية تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة، لعل أبرزها ترشحه لاحتضان “كان 2025″ و مونديال 2030”.
وأجمع متتبعو هذا الموضوع على ضرورة فتح تحقيق عاجل في الواقعة، وترتيب الجزاءات في حق كل من ثبت تقصيره في القيام بواجباته، حتى لا يتكرر هذا الخطأ القاتل مرة أخرى.