ظلت مدينة انزكان إلى يومنا هذا قبلة للمختلين عقليا ومن على شاكلتهم ،فجل أزقتها وساحاتها وأسواقها تضم بين أحضانها العديد منهم ،حتى أصبحت هذه الظاهرة الغريبة والشادة من مميزات هذه المدينة التي تضاهي ميزانيتها ميزانية المدن الكبرى بالمغرب نظرا لتوفرها على مؤهلات اقتصادية كبرى تجعل مداخلها تعد بملايين الدراهم يوميا ،فزائر المحطة الطرقية وساحة المسيرة وسوق الجملة وجنبات السوق الأسبوعي – الثلاثاء- ومحطة الحافلات والطاكسيات وسط المدينة وبمحاذاة القاعة المتعددة الخدمات يسترعي انتباهه جحافل من أشخاص حكم عليهم القدر بفقدان نعمة العقل ،وحرمهم الله من نعمة البصيرة، وعلى الرغم من توفر المدينة على مصحة للأمراض العقلية وهي عبارة عن قسم تابع للمستشفى الاقليمي لانزكان إلا أن ميزته الأساسية هي النقص الهائل في الأطر البشرية والأدوية والأسرة والتعامل على الوافدين عليه بمنطق “سرح أوروح” بحيث يتم تقديم بعض العلاجات الضرورية للوافدين لاتتعدى أن تكون على شاكلة “ضيافة النبي 3 إيام” ،ومما يزيد من حدة المشكل هو كون هذا القسم يعرف توافد المختلين من جميع المناطق المجاورة لمدينة انزكان بل ويتعدى الأمر في بعض الأحيان”بلاكة 40″ليشمل الصويرة وتزنيت وتارودانت والأقاليم الجنوبية
لقد أصبحت ظاهرة المتشردين في انزكان ظاهرة خطيرة تستدعي التدخل العاجل للحد منها ،ففي كل يوم تفد وجوه جديدة منهم على هذه المدينة ،ومنهم من يقوم بأعمال تخدش الحياء العام ،وآخرون يعتبرون فئة خطيرة بحيث أن مرضهم يدفعهم في بعض الأحيان إلى ارتكاب أعمال عدوانية تجاه المارة من قبيل رميهم بالحجارة ،ومنهم من يفضل المرور بجانب المقاهي العمومية وإزعاج راحة الجالسين فترى أياديهم تمد نحو الطاولات للحصول على كأس شاي أو مشروب غازي أو ما تبقى من أكل أحدهم ،والغريب في الأمر هو تجوالهم بكل حرية وسط المدينة،وحسب تعبير العامة من ساكنة المدينة أنه ربما علينا انتظار زيارة مولوية لتقوم السلطات المحلية والأمنية بالدور الترقيعي الذي ألفناه مند زمن وهو ترحيلهم لفترة محددة لاغير .