هي ليلة رمضانية جد متميزة بفضاء المقهى الثقافي الأمازيغي – كابريس بأكادير وبهذا الحضور النوعي تلبية لدعوة من قطاع التواصل ( وزارة الثقافة والشباب) ومجلة نبض المجتمع ضمن فعاليات الايام الإعلامية للمدينة حول موضوع برامج التنمية الحضرية بأكادير يتغيّأ منه المنظمون خلق جسور تواصل مع الهيئات والمؤسسات المنتخبة تعزز أكثر ثقافة المشاركة وتقاسم المعلومة بين الساكنة والمواطنين بشكل عام..
ويمكن القول وبكل أمانة أن لقاء أمس كانت استثنائية إن على مستوى الحضور الإعتباري للإخوة الذين أطروا الندوة أو عبر تفاعل الحاضرين وبأسئلتهم وملاحظاتهم حول مختلف العروض والمداخلات..
لكن هي أيضا ليلة لا شك أنّها ستكون شاهدة على ميلاد حزب جديد باسم ( حزب الزلزال) وليس في الأمر أيّة سخرية او تهكّم… بل ذاك
ما فهمته من تصريح للنائب الأول لرئيس الجماعة الحضرية لأكادير أثناء تقديم مداخلته.. إذ أخبرنا أنّه الوحيد الذي يعرف بأن المدينة ضربها زلزالان، الأول طبيعي، بثواني معدودة، والثاني دام أكثر من 12 سنة..
وأنا واحد من الذين تزلزلوا مع هذا الاستنتاج فقدت من خلاله بوصلة فهم هذا العدد من السنوات بين ربطها بتجربتي المالوكي وطارق القباج مع اختلاف انتمائهما الحزبي.. وبين تجربة حزب العدالة والتنمية في تدبير شؤون الحكومة..
بين هذا وذاك لايهم.. فالانتخابات قد انتهت.. والصحف قد طويت….
السيد النائب الأول للرئيس.. وبهذا الصفة انضبطنا إليكم كممثل لمؤسسة دستورية ذات الصلة المباشرة بموضوع الندوة لاغير.. وأي استغلال للمنصة من أجل تمرير رسالة او ماشابه فهو عمل غير مقبول وسقطة غير أخلاقية بكل المقاييس،
وفي العمق هو تسخيف لمشروعنا الديمقراطي الذي ارتقى به صاحب الجلالة في إحدى خطبه إلى مستوى ثوابت الأمة..
ذاك المشروع الذي ساهمت جميع القوي الحيّة في تحصينه وتعزيز مكتساباته وبالتدرج منذ أواسط سبعينيات القرن الماضي والمغرب يطور قواعد اللعبة بما يسمح بمشاركة كل التعبيرات السياسية والمذهبية.. وفق احترام مبدأ المنافسة والتداول عبر صناديق الإقتراع الغير المشكوك او المطعون في نتائجها..
وإذا كانت نتائج الانتخابات الأخيرة قد بوّأتكم الصدارة فبفضل أصوات المغاربة الذين كانوا قد بوّأوا حزب العدالة والتنمية ولمدة 12 سنة الصدارة ايضا ..
هي لعبة التداول على السلطة والتي انبهر إليها كل المحللين الأجانب والتنويه بتجربة وصول – نزول التيار الإسلامي عبر صناديق الإقتراع لاغير.
هذا هو الإستثناء المغربي الذي يقوّي الجبهة الداخلية كخلفية قوية صامدة وراء ترافعات بلدناوانتصاراتها الدبلوماسية مع دول الجوار والمحيط والعالم..
وفي هذا الإطار جاءت رسالة التنوية الملكية إلى رئيس الحكومة السيد العثماني.
هو نفس الإطار الذي جعلني أعتبر وصفكم المزلزل غير لائق بالمرة آخدا بعين الإعتبار اختلافي الجوهري مع قناعات هذا الحزب وخلفياته الفكرية..ولدي مقالات ضد تجربته وطنيا ومحليا.. هو خصم سياسي لكنه حزب مغربي غلّب المصلحة الوطنية الكبرى على قناعاته وفي لحظة مفصلية واستراتيجية ليبقى الوطن .
هو حزب مغربي صوت عليه المغاربة ذات سياق.. وأنزلوه مع سياقات أخرى..
هو المنطق الذي سيجعلك يوما السيد النائب الأول خارج اللعبة التداولية..
لذلك شبّهوا قواعد الديمقراطية بقواعد كرة القدم.. فالتنابز ينتهي مع صفارة الحكم.. بعدها بقدر ما يفكر المنتصر في تحصين انتصاره، و أنتم في هذا الموقع الآن.. بقدر ما يبحث المنهزم عن تصحيح أخطائه للعودة إلى الحلبة..
هي القاعدة الذهبية في جميع ارجاء العالم…إلاّ الجزائر التي طالبت بإعادة اللعبة بعد صفارة الحكم غاساما، لأنهم انقلبوا على التداول والتناوب الديمقراطي منذ وصول الفيس إلى الحكم
واعتبروا ذالك وقتها زلزالاً.. والقصة بعد ذلك معروفة..
إن أخطر ما يهدّد مشروعنا الديمقراطي هو ذاك السياسي الذي يعتبر عدد الأصوات المحصل عليها ذريعة للإستقواء والإستعلاء حد اعتبار نفسه من جنس الملائكة التي جاءت لطرد الشياطين.
يوسف غريب