موجة حر تاريخية تضرب أوروبا: حرائق، تحذيرات صحية، وإنذارات قصوى

موجة حر تاريخية تضرب أوروبا: حرائق، تحذيرات صحية، وإنذارات قصوى خارج الحدود

agadir24 – أكادير24

دخلت أوروبا بداية هذا الأسبوع في حالة تأهب قصوى، بعدما اجتاحت موجة حر شديدة القارة العجوز، متسببة في ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة، بلغ في بعض المناطق 47 درجة مئوية. ودفعت هذه الظروف الاستثنائية السلطات إلى إصدار إنذارات من المستوى الأحمر، وتحذيرات عاجلة للمواطنين من الخروج خلال ساعات الذروة، تفاديًا لمضاعفات صحية قد تكون قاتلة، خاصة لدى المسنين والمصابين بأمراض مزمنة.

في بريطانيا، توقعت هيئة الأرصاد الجوية أن تصل درجات الحرارة إلى 36 درجة مئوية، وهو رقم مرشح ليكون الأعلى في تاريخ شهر يونيو منذ بدء تسجيل البيانات. وبالتزامن مع مهرجان “غلاستنبري” الموسيقي، تم تفعيل إنذارات صحية شاملة جنوب شرق البلاد وجنوب غربها. كما أطلقت وكالة الأمن الصحي تحذيرات صارمة من موجة “قنبلة حبوب لقاح” تهدد أكثر من 16 مليون بريطاني يعانون من أمراض الحساسية، خصوصًا في المناطق الشرقية والجنوبية.

أما في إيطاليا، فقد دخلت 21 مدينة في حالة تأهب قصوى، من بينها العاصمة روما، ميلانو والبندقية. وفرضت السلطات حظرًا مؤقتًا على الأشغال الميدانية في بعض المناطق، خاصة في صقلية، حفاظًا على سلامة العمال. بدورها، وضعت البرتغال ثلثي أراضيها تحت الإنذار البرتقالي، بعد تسجيل درجات حرارة قاربت 42 مئوية في العاصمة لشبونة، وسط تصاعد القلق من اندلاع حرائق جديدة شمال البلاد.

وفي اليونان، اندلعت حرائق ضخمة أجبرت السلطات على إجلاء سكان بلدات مثل “بالايا فوكايا” وجزيرة “خيوس”، حيث تجاوزت الحرارة عتبة 38 درجة. وشوهدت طائرات الإطفاء تعمل لساعات لإخماد ألسنة اللهب التي اقتربت من المنازل والغابات.

وحثت الهيئات الصحية الأوروبية المواطنين على البقاء في منازلهم خلال فترات الذروة الممتدة من 11 صباحًا إلى 6 مساءً، مع الإكثار من شرب المياه وتخزين الأدوية في أماكن باردة. كما أكدت وكالة الأمن الصحي البريطانية أن هذه الظروف تشكّل خطرًا حقيقيًا على الحياة في حال عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

ومن المنتظر أن تبلغ الموجة الحرارية ذروتها يوم الإثنين، خصوصًا في لندن، قبل أن تبدأ في التراجع النسبي تدريجيًا ابتداءً من الثلاثاء، رغم استمرار الأجواء الحارة فوق المعدلات الموسمية.

وتتابع الحكومات الأوروبية تطورات الوضع المناخي بدقة، خوفًا من تداعيات بيئية وصحية واسعة، في وقت يعزو فيه خبراء المناخ هذه الظواهر المتطرفة إلى تفاقم التغير المناخي العالمي.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً