أعرب مجموعة من الفلاحين المغاربة عن مخاوفهم من التأثيرات المحتملة لموجة البرد التي اجتاحت المملكة ابتداء من الإثنين الماضي، على محاصيلهم الزراعية جراء تأخير جني هذه الأخيرة بسبب المناخ الحالي.
ويتخوف هؤلاء الفلاحون من أن يلحق الوضع الراهن المسوم بانخفاض كبير في درجات الحرارة وموجة البرد والصقيع التي يرتقب أن تستمر خلال الأسبوع الجاري، أضرارا بمحاصيلهم الزراعية.
وأوضح هؤلاء بأن موجة البرد المصحوبة بما يسمى “الجريحة” تعرقل عملية الإنبات ونمو المحصول بالشكل المطلوب والطبيعي، نظرا لشدة تأثير انخفاض دراجات الحرارة على هذه المزروعات، الأمر الذي تتضاعف حدته بسبب غياب التساقطات المطرية.
وأكد الفلاحون أن استمرار وضع الطقس على ما هو عليه لأيام طويلة من شأنه أن يسبب أضرارا بليغة ويؤثر على مستقبل المنتوج أو المحصول المرتقب خلال هذه السنة، معربين عن أملهم في نزول قطرات الغيث والرحمة لتدارك أسوء الاحتمالات.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، كشف الخبير الفلاحي رياض أوحتيتا، أن “موجة البرد التي تشهدها المملكة سيكون لها تأثير سلبي على بعض المحاصيل الزراعية، خاصة إذا لم تصاحبها تساقطات مطرية خلال الأيام القادمة”.
وأوضح أوحتيتا أن “الزراعات البورية من المحتمل أن تتأثر، حيث يمكن أن توثر موجات البرد القارسة على نضج بعض أنواع الخضراوات على غرار ما وقع في بداية السنة الحالية بالنسبة للطماطم، الأمر الذي يفسر قلتها في السوق”.
وتوقف ذات المتحدث عند “التأثير المحتمل لموجة البرد هذه على المنتوجات الفلاحية ذات الأوراق الرقيقة التي لا تسطيع مقاومة البرد على غرار الفول والطماطم، بالإضافة إلى الحبوب، خاصة تلك التي توجد في بدايات مراحل نضجها واستنباتها”.
وخلص الخبير الفلاحي إلى أن “استمرار موجة البرد التي توقعتها مديرية الأرصاد الجوية لأقل من أسبوع قد لا تكون له انعكاسات كبيرة على المحاصيل الزراعية، غير أن استمرارها لأكثر من ذلك دون أن تكون مصحوبة بالتساقطات، قد ينعكس على وفرة بعض المنتوجات في السوق الوطني، وهنا يجب الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات المحتملة لذلك على الأسعار”.
ويأتي هذا في الوقت الذي تسيطر فيه حالة من الشك وعدم اليقين على جزء واسع من الفلاحين المغاربة، الذين باتوا يفكرون في التوجه نحو الزراعات الربيعية من القطاني وما شابهها، بدلا من الحبوب التي عانت هذه السنة من غياب وتأخر التساقطات المطرية في جل أقاليم ومناطق المملكة.