أحال الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بأكادير، المتهم الأول في قتل ثمانية متشردين بمناطق مختلفة بكل من سوس ومراكش، على غرفة الجنايات بذات المحكمة التي قررت محكمة الاستئناف بأكادير تأجيل النظر في قضية قاتل المشردين بسوس إلى غاية 11 أبريل المقبل.
وكان المتهم قد لزم الصمت خلال أبرز فترات التحقيق، الأمر الذي وجد معه المحققون صعوبة في التواصل معه و الرد على الأسئلة الموجهة إليه…
ووجهت للمتهم البالغ من العمر نحو 30 سنة تهم القتل العمد مع سبق الاصرار و الترصد، على خلفية إزهاقه لأرواح ثمانية متشردين.
من جهة أخرى، تشير مصادر مطلعة، أن مهشّم رؤوس المشردين لم يكن يعلم أنه وهو في طريقه إلى البحث عن ضحية أخرى جديدة، سيقع في قبضة الأمن، وسيتم تكبيل يديه بالأصفاد.. وهي الجرائم التي حيرت الراي العام وأعيت المحققين. باعتبارها واحدة من الجرائم الغامضة والمرعبة ارتكبت في حق متشردين بمناطق مختلفة بأحياء عمالة إنزكان أيت ملول ،أغلبهم بجنبات واد سوس المعروف بكونه معقل عدد من المتشردين.
وبعد أن كان مهشّم الرؤوس يتهيأ للعودة إلى مدينة إنزكان على متن سيارة أجرة كبيرة طمعا في الترصد بضحية أخرى.. حاجز مروري أربك كل خططه، خاصة بعد أن طلب رجل أمن من سائق السيارة بأن يقف جانبا وهنا اكتشف أمره بمجرد أن طأطأ رأسه، قبل أن يتبين أنه هو المبحوث عنه بعد أن صدرت مذكرة بحث في حقه منذ فترة خلت ليتم اقتياده إلى مفوضية الأمن بالمنطقة للبحث معه في المنسوب إليه جملة وتفصيلا.
ويعتمد القاتل الى نفس الطريقة في كل جرائمه، حيث يتربص بضحاياه ليلا من ذوي البنية الضعيفة، وما أن يخلدوا للنوم، حتى يهوي عليهم بحجرة كبيرة على رؤوسهم . ويعاود الكرّة مرة أخرى وأسلوبه في القتل يسير على هدي سيناريو واحد دون أن يتزحزح عنه..وهي الطريقة التي أثبتتها المعاينة التي أجريت على كل الجثث التي عثر عليها مؤخرا
و برغم من وجود تشابه كبير في طريقة القتل إلا أن التهمة لم تثبت على أحد وظل المجرم حتى هذه اللحظة مجهولا،رغم الجهود الجبارة التي اضطلع بها رجال الأمن بإنزكان للكشف عن ملابسات القضية.
وبعد أن كان الفاعل مجهولا قبل فترة، تقاسمت المديرية العامة للأمن الوطني وبعد إلقاء القبض عليه معلومات عنه، ليتبين أنه سليل مدينة بني ملال وفي 29 من عمره وله سوابق عدلية.
وقد كشفت الخبرات الجينية ، التي خضع لها المشتبه فيه الرئيسي، والذي يعيش بدوره في حالة تشرد، عن تطابق عينات حمضه النووي مع تلك المرفوعة من الآثار والأدلة المادية التي وجدت في مسرح الجريمة الذي عثر فيه على جثتين بكل من انزكان وأكادير. ما يعني أنه سفاح ارتكب سلسلة جرائم بالأسلوب نفسه، استهدفت الأشخاص الذين يعيشون حالة تشرد.
وحظيت الصور المشنبه به، المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، بمتابعة كبيرة من طرف رواد الفايسبوك، وأشار عدد من المتتبعين أنه لا توجد صورة جنائية حصلت على مثل هذا الاهتمام من قبل.
وكانت مصالح الأمن الوطني قد سجلت في الآونة الأخيرة ثمانية جرائم قتل متطابقة، سبعة بمدينة أكادير وواحدة بمراكش، يتشابه فيها الأسلوب الإجرامي، سواء من حيث طبيعة الاعتداء وأداة تنفيذه أو نوعية الضحايا الذين يعيشون جميعهم بدون سكن قار.