مهازل زمن كورونا بأكادير: أرواح المصابين بكورونا تزهق هدرا، و أصوات تطالب بفتح المستشفى الميداني على عجل، و مصحات تحلب كما تريد
تعالت العديد من الأصوات بمدينة أكادير و جهة سوس ماسة، مطالبة بفتح المستشفى الميداني الذي تم إنشاؤه قرب المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير ، و الشروع في استقبال الحالات المصابة بكوفيد- 19، على خلفية تنامي حالات الاصابة و الوفيات بالفيروس التاجي، موازاة مع الضغط الحاصل على جناح كوفيد وسط المستشفى المذكور.
في هذا السياق، أعرب عدد من المواطنين ممن توجهوا إلى مستشفى الحسن الثاني نتيجة إصابتهم أو إصابة أحد أفراد عائلاتهم بفيروس كورونا المستجد، عن استيائهم لرفض استقبالهم، بدعوى امتلاء أقسام كوفيد-19 عن آخرها بالمرضى، وعدم وجود أسرة لاستقبال المزيد من المصابين.
و أكد أحد المصابين بالفيروس أن المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، بات يعتمد على لائحة انتظار صنف فيها أسماء المصابين الذين ينتظرون دورهم لولوج المستشفى، والذدتي قد تحين خلال أيام أو أسبوع أو شهر، في حين لا يغفل الوباء أي دقيقة للنخر في أجساد المرضى المعتلة.
وصرح مواطن آخر لأكادير 24، بأنه توجه رفقة أمه المسنة إلى الحسن الثاني، والتي كانت تعاني من أعراض تنفسية خطيرة، إلا أن طلب تلقيها العلاج داخل المستشفى قوبل بالرفض، بدعوى الاكتظاظ، ليتوجه المواطن الغالب على أمره بعد ذلك إلى 7 مصحات خاصة داخل مدينة أكادير، راجيا أن يجد مجرد سرير ترقد عليه أمه، وجهاز أوكسيجين يخفف من ضائقتها التنفسية، دون أن يفلح في ذلك، الأمر الذي عجل بوفاة أمه بعد استنفاذه كافة السبل من أجل إنقاذها.
وفي سياق آخر، باتت المصحات الخاصة تمتص جيوب المرضى وذويهم بشتى السبل و الوسائل، حيث أكد المواطن السالف الذكر أن سعر المبيت لليلة الواحدة بأقسام كوفيد-19 في مصحة خاصة بأكادير يصل إلى 10 آلاف درهم لليوم الواحد، في الوقت الذي بات فيه تلقي العلاج في المستشفى الحكومي الحسن الثاني حقا صعب المنال.
وفي ظل هذه الوقائع التي أكدتها شهادات المواطنين من مختلف عمالات و أقاليم جهة سوس ماسة، أكد المدير الجهوي للصحة في تصريح سابق لأكادير24، بأن نسبة ملء الأسرة وسط مستشفى الحسن الثاني بأكادير، سواء في مصالح الإنعاش أو المصالح التي تتكفل بالحالات المستقرة لا تتجاوز % 70، بينما صرح مسؤولون آخرون بأن السبب وراء عدم شروع المستشفى الميداني في استقبال مرضى كورونا هو النقص الحاصل على مستوى الأطر الطبية والشبه الطبية، الذين تتناقص أعدادهم يوما بعد آخر جراء الإصابة بالفيروس.
و أمام هذا الاستهتار بأرواح المواطنين والمواطنات، طالب متضررون و فاعلون مدنيون وناشطون حقوقيون، بالتدخل العاجل والفوري، لإيقاف ما سماه البعض ب”المهزلة” و التلاعب بأرواح المرضى الأبرياء ، و بتفعيل دور المستشفى الميداني لإنقاذ من يمكن إنقاذه من المصابين.
سكينة نايت الرايس – أكادير 24