في ملف جديد من ملفات النصب والاحتيال بانتحال صفة ينظمها القانون، أقدم شخص أربعيني على النصب على عشرات الضحايا في مدن متفرقة، بعدما أوهمهم أنه مفتش للقضاة.
وتعود تفاصيل هذه القضية إلى إقدام الشخص المذكور، والمعروف وسط معارفه بـ”الحاج الريفي”، على اكتراء منزل في أحد الأحياء الراقية في مدينة القنيطرة رفقة ابنه، ومن تم انطلقا في مسيرة النصب والاحتيال.
واستهدف المعني بالأمر أبناء الطبقات الغنية كما الفقيرة، موهما إياهم بأن له من المعارف من سيحل مشكلاتهم العويصة، خاصة في مجال التشغيل.
وحسب ما أكده بعض المشتكين، فإنهم لم يشكوا أبدا في هوية المعني بالموضوع، إذ كان يتعامل برقي واحترام، وغالبا ما يركب سيارة فارهة وبها بذلة القضاة، مكشوفة عن قصد.هذا، وبعد إيقاعه بعدد من الضحايا في القنيطرة واستلامه منهم مبالغ مالية مقابل إيجاد وظيفة أو حل مشكل ما، انتقل المعني بالأمر إلى مدينة بن سليمان رفقة نجله بحثا عن ضحايا جدد.
وفي رواية لأحد ضحاياه ببن سليمان، فإن “الحاج الريفي” كان غالبا ما يتردد على إحدى المقاهي بالمنطقة، حتى أوقع بالضحية الرئيسي، وهو مالك المقهى، وجعله جسرا يمر منه لباقي زبنائه ومعارفه.
ونظرا لظروف مالك المقهى الصعبة، طلب هذا الأخير من مفتش القضاة المزور إيجاد عمل لأبنائه وأبناء أخته في الخارج، واضطر في المقابل لتسليم “الحاج الريفي” مبالغ مالية تتراوح قيمتها مابين 70 ألف درهما و80 ألف درهما، بعدما أكد له أنه يتوفر على عقود عمل بكل من إيطاليا وكندا وإسبانيا.
ولطمأنته للموضوع، أطلع مفتش القضاة المزور مالك المقهى على أختام مغربية، وأخرى تعود لدول كندا وإيطاليا وإسبانيا، ما جعل الأخير يدفع له المبالغ المتفق عليها، والشأن ذاته بالنسبة لعدد من الضحايا.
وبعد أن أوقع بالكثيرين، اكتشف مالك المقهى أنه وقع ضحية لعملية نصب واحتيال محبوكة بامتياز، وعندما توجه إلى مدينة القنيطرة بحثا عن مفتش القضاة المزور، وجد أنه غادر المغرب رفقة ابنه في اتجاه الجمهورية الفرنسية.
وبعد معرفة زبناء المقهى بالواقعة، اكتشف عدد منهم أنهم سقطوا في شباك “الحاج الريفي”، فقرروا رفع شكاية ضده لدى السلطات من أجل إنصافهم.