تتواجد القنصلية القديمة التي اقتحمها مجموعة من شبان مدينة سيدي افني على بعد عشرات الامتار من مقر عمالة الاقليم ، وغير بعيد عنها تتواجد مآثر اسبانية لاتقل أهمية كالبناية التي تم تحويلها اليوم الى “دار القاضي المقيم ” و برج المنارة
وتجدر الاشارة إلى أن مدينة سيدي افني أخدت اسمها من ضريح سيدي علي إفني المتواجد بالمدينة، وقد كان يسميها الإسبان بسانتا كروز دي لمار بيكينيا (بالإسبانية: Santa Cruz de la Mar pequeña). تم توقيع اتفاقية 1767 ومعاهدة تطوان سنة 1860 بين إسبانيا والسلطان المغربي عبد الرحمن بن هشام منحت الضوء الأخضر لإسبانيا للدخول إلى المدينة ومنها إلى أراضي قبائل أيت بعمران.
وفي سنة 1934 وقعت إسبانيا مع شيوخ قبائل أيت بعمران اتفاقية تعرف باسم اتفاقية أمزدوغ والتي بموجبها تدخل إسبانيا جميع أراضي أيت بعمران.
أصدر الجنرال فرنكو قانون التجنيس واعتبار المنطقة مقاطعة تابعة للسلطة المركزية بمدريد مما أشعل انتفاضة من قبائل أيت بعمران ضد الإسباني وأسقط بذالك بنود اتفاقيةأمزدوغ، وتمكن المقاومون من السيطرة على مراكز الجيش الإسباني الواقعة خارج المدينة وفرض الحصار على المدينة في حرب سماها الإسبان بالحرب المنسية (بالإسبانية: La guerra olvidad) أو حرب إفني. وسلمت إسبانيا أراضي إفني إلى المغرب بعد مفاوضات بين الطرفين انتهت إلى إعلان استقلال مدينة سيدي إفني وأيت بعمران في 30 يونيو 1969.
خلال تواجدها بالمدينة عملت إسبانيا على بنائها واصبغت عليها طابعا ابيريا متميزا، ويظهر ذلك في عدد من المباني: القنصلية، السينما، مبنى البلدية، المنارة… وجهزتها بعدد من المرافق العامة: مدارس، مستشفى، حدائق، حديقة الحيوانات،… وأقامت بها ميناء ومطارا. مما جعل سيدي إفني مدينة فريدة بجنوب المغرب.