وجهت النائبة البرلمانية عن فدرالية اليسار الديمقراطي فاطمة التامني، سؤالا كتابيا إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، حول احتجاز العشرات من الشبان المغرب في تايلاند.
في هذا السياق، كشفت التامني أن عشرات الشابات والشبان المغاربة تم احتجازهم في مجمعات سكنية على الحدود مع ميانمار، وذلك بعد وصولهم إلى تايلاند، مع إجبارهم على العمل في شبكات الاحتيال الإلكتروني في ظروف قاسية.
وأضافت النائبة البرلمانية أن هؤلاء الشباب يتعرضون للاستغلال، حيث يجبرون على العمل يوميا لمدة لا تقل عن 17 ساعة أمام الحواسيب، ويحرمون من الراحة والنوم الكافيين، كما يتعرضون للتعذيب عند محاولتهم التواصل مع عائلاتهم.
وخلصت ذات المتحدثة إلى أن ما يعيشه هؤلاء بات مدعاة لقلق عميق تجاه سلامتهم، بعدما تم إيهامهم في وقت سابق أنه سيتم التكفل بهم وتوفير فرص عمل لهم في مجال التجارة الإلكترونية.
وتبعا لذلك، تساءلت التامني عن الخطوات التي ستقوم بها الحكومة لمعالجة هذه القضية، كما تساءلت عما إذا كانت هناك أي اتصالات مع السلطات التايلاندية والميانمارية من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الشبان المغاربة المعنيين من هذه المحنة.
وتجدر الإشارة إلى أن جريدة “الصباح” كانت قد كشفت أن شبابا مغاربة، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و27 سنة، تعرضوا للاختطاف والاحتجاز في مجمعات سكنية على الحدود بين تايلاند وميانمار من قبل عناصر ميلشيات مسلحة، أغلبهم من ذوي الجنسية الصينية.
وأوضحت الجريدة في عددها ليوم الثلاثاء 30 أبريل الماضي، أن هذه الجماعات أقنعت ضحاياها من المغاربة بفرص عمل وهمية في مجال التجارة الإلكترونية وعروض مهنية بأجور مرتفعة مع أداء قيمة تذاكر الطيران وتكاليف الإقامة الفندقية، قبل أن يتم اختطافهم وتعذيبهم من أجل إجبارهم على العمل في شبكات للاحتيال الإلكتروني.
وأفادت شقيقة أحد الضحايا بأن الأخير، البالغ من العمر 25 سنة، تعرض للاختطاف رفقة بعض أصدقائه، ومنهم فتاة، مشيرة إلى أنها تتوفر على “أوديوهات” للضحايا الذين تعرضوا للتعذيب بواسطة صعقات كهربائية، مع تعليقهم لساعات طويلة في أشجار وتصفيدهم أثناء ذلك، فضلا عن حرمانهم من النوم.
وروت المتحدثة تفاصيل اختطاف شقيقها الذي كان يشتغل في التجارة الإلكترونية ومقيما في دبي بالإمارات العربية المتحدة قبل أن يتلقى عرضا بالعمل في الصين بأجر مرتفع، موضحة أنه غادر بعد زيارة قصيرة للمغرب إلى تايلاند وتم إقناعه في مطار بانكوك بنقله إلى الصين، ليتفاجأ باحتجازه في مجمع سكني تحرسه ميلشيات مسلحة، رفقة 158 مغربيا ومغربية آخرين.
وأوضحت المتحدث ذاتها أن شقيقها ظل على تواصل مع الأسرة بعد احتجازه بواسطة هاتف منح له، قبل أن يعمد أفراد الميلشيات إلى تحطيم الهاتف وتعذيبه بشدة، بعدما اكتشفوا تسريبه لموقع المجمع الذي يشتغل فيه وأرقام هواتف بعض المسؤولين.
وأكدت شقيقة الضحية أن أسرة الأخير لجأت إلى المصالح الأمنية في مدينة مراكش من أجل تقديم شكاية حول الاختطاف، فيما وجهت نداء إلى المديرية العامة للأمن الوطني ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج والهيئات الحقوقية بالمملكة من أجل التحرك لتحرير المغاربة المحتجزين في تايلاند.