مسؤولية الحكومة في تفشي كورونا.
تجاوز يوم الأربعاء عدد الإصابات بفيروس كورونا بالمغرب عتبة عشرة ألاف إصابة ، رقم مفزع وخطير يسائلنا جميعا حول مدى إحترامنا للتدابير الوقائية و الإجراءات الإحترازية الواجب إتخادها لتجنب الإصابة بهذا الفيروس الفتاك، كما أنه تسجيل 66 حالة وفاة هذا الرقم المخيف يسائل الحكومة وعلى رأسها وزارة الصحة مدى نجاعة وفعالية منظومتنا الصحية للتصدي لهذا الوباء الفتاك والحد من هذه الجائحة التي تحصد الأرواح يوما بعد يوم وبشكل مخيف.
فأسرة الإنعاش ممتلئة عن آخرها في جل المستشفيات وكذا المصحات الخاصة ناهيك عن الثمن الباهض الذي تفرضه هذه الأخيرة على من قادته الأقدار لطلب العلاج بها.
إن تكلفة علاج أي مصاب بكورونا ليست بالهينة و السهلة إبتداءا بتكلفة إجراء تحليلة PCR و التي تؤكد إصابة المريض، الأمر الذي يستوجب بعدها إجراء العديد من التحليلات و الأشعة المكلفة لمعرفة مدى تأثير الفيروس على صحة المريض وبعدها أخد العديد من الأدوية الباهضة الثمن و إن كان المريض يعاني من تخثر في الدم وبعض المضاعفات الأخرى يجب عليه القيام بالتحليلات كل بضعة أيام لمعرفة مدى تجاوب جسده مع العلاج، هذه الرحلة المتعبة جدا من إكتشاف الإصابة إلى العلاج ليست بالهينة بل صعبة ومكلفة للغاية حيث يعاني المريض وعائلته الويلات في ظل منظومة صحية أقل ما يقال عنها هشة وغير قادرة على القيام بواجبها.
ومن بين المعاناة التي يتجرع مرارتها المصابون بهذا الوباء اللعين هو رحلة البحث عن الأدوية بين الصيدليات في ظروف جد صعبة و تساهم في إنتشار هذا الوباء كالنار في الهشيم، حيث الإكتظاظ و الإنتظار تحت أشعة الشمس الحارقة في فصل صيفي لكي يجيبك الصيدلاني عندما يصل دورك بأن الدواء غير موجود وفي أحسن الأحوال هناك بديل أو جنيس للدواء.
و بما أننا نعيش وضعا خاصا وصعبا لما لا يتم السماح لجميع الصيدليات التي ترغب في الإشتغال ليلا أو نهاية الأسبوع أن تقوم بذلك و أن لا يتم الإكتفاء بصيدليات الحراسة لتخفيف الضغط وتجنب إنتشار العدوى وشراء الدواء بشكل سلس .
كما أنه يجب الترخيص و تشجيع عملية بيع و إجراء التحليلات السريعة ، لتفادي إنتشار الفيروس من جهة ومن أجل تناول المصاب البروتكول العلاجي بشكل مبكر مما يسرع عملية التعافي.
على الحكومة ومعها وزارة الصحة أن لا تكتفي بالبلاغات و الحملات التحسيسية فقط بل يجب أن تتخذ الإجراءات الملائمة و اللازمة للحد من هذا الفيروس من جهة ومن أبرزها جعل عملية الكشف عن الفيروس في متناول الجميع،و مضاعفة الطاقة الإستيعابية لأقسام الإنعاش وكذا توفير الأدوية و الأوكسجين بشكل كافي و بأثمنة جد مشجعة عوض الوقوف على الأطلال وتقديم الحصيلة المشؤومة اليومية لعدد الإصابات و الوفايات حفظ الله الجميع من هذا الوباء اللعين.
عبد الكريم سدراتي.