كلما جلست أمام جهاز التلفاز لتشاهد إحدى المباريات المنقولة من ملعب أدرار بمدينة أكادير، والتي يكون أحد طرفيها الفريق الأول لمدينة أكادير وجهة سوس ماسة حسنية أكادير، وذلك عبر قنوات الشركة المغربية للإذاعة والتلفزيون، فأول ما يثير انتباهك هو طريقة التصوير المعتمدة بالملعب التي تعتمد على كاميرا رئيسية مثبثة مباشرة في الطابق العلوي تنقل صورة بعيدة لا تسمح للمتلقي من مشاهدة جيدة لمجريات المباراة وتتبع أدق تفاصيلها.
ولا تقتصر معاناة المشاهد عند الحد، بل أصبحت الرداءة ملازمة للنقل التلفزي بذات الملعب في الآونة الأخيرة. ولعل مباراة مساء أمس الجمعة التي جمعت حسنية أكادير وشباب المحمدية أبرز دليل على تقاعس إدارة الناقل الرسمي وتقنييه، حيث لاحظ الجميع كيف كانت الكاميرا الرئيسية متكلسة وجامدة كأنها تنقل مداخلة فكرية في ندوة علمية، وليس مباراة في كرة القدم مليئة بالحركية والحيوية. هذا، وحسب عارفين بميدان الإخراج التلفزي فاعتماد تقنية ” لارج” لتغطية أكبر مساحة للملعب دون بدل أي جهد من طرف المخرج يعتبر سبة في حق النقل التلفزي الرياضي لمباراة في البطولة الوطنية لها متابعة قوية داخل وخارج الوطن.
و في تعليق آخر، أضاف أحد المختصين في المجال، بأن مخرج مباراة أمس إما أنه كسول، أو يتعمد اعتماد نفس التقنية في النقل والإخراج لمباريات الحسنية لغرض في نفس يعقوب.
وعلاقة بمسألة النقل التلفزي بملعب أدرار وتفاعل المتتبعين الذين يعتبرونه جد بئيس مقارنة بأهمية الملعب، بسبب قلة الكاميرات المعتمدة، وهو ما يخالف الإجراءات العملية لتقنية الفار التي تستلزم على الأقل تواجد ستة كاميرات، إلا أنه بملعب أدرار بالأمس لم يتم اعتماد سوى كاميرا واحدة بالمدرجات واثنتين بالملعب واحدة عند خط الوسط وأخرى وراء المرمي الشمالية.
والسؤال المطروح، هل هذه الكاميرات الثلاث بغض النظر عن جودة النقل التلفزي، هل كانت ستفي بالغرض لو تم اللجوء لتقنية الفار لحسم بعض الحالات التحكيمية؟
الرأي العام الرياضي المحلي يطرح سؤالا كبيرا وعريضا: ألا يكفي ما يتعرض له فريق الحسنية من تعسفات تحكيمية متكررة وجماهيره من هجمات وهتافات عنصرية، لينضاف لهما النقل التلفزي لمباريات الغزالة من ملعب أدرار وما يحيط به من لامبالاة وتحقير !!! فهل يعود سلوك الناقل الرسمي بغرض التقشف في استعمال الإمكانات أو لاعتبارات أخرى، الأيام وحدها كفيلة بكشفها.
أكادير 24 أنفو/ح.ف