يحتضن المغرب بطولة كأس العالم للأندية المقامة بطنجة والرباط، من فاتح إلى 11 فبراير الجاري، والتي افتتحت فعالياتها في حفل أشادت به الكثير من الشخصيات والفعاليات والهيئات داخل المغرب وخارجه.
وبالنظر إلى هذا الحدث الكروي البارز، فمما لا شك فيه أنه سيعود بمنافع كثيرة على المغرب، سواء على الصعيد الرياضي أو الاقتصادي أو السياحي.
إشعاع دولي
أفاد بنعيسى النحال، أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “احتضان المغرب كأس العالم للأندية فيه اعتراف صريح من الفيفا بأن المملكة تتوفر على الإمكانيات والطاقات اللازمة لتنظيم التظاهرات الرياضية الكبيرة”.
وأضاف النحال أن “الفيفا سبق وأكد أن جميع البلدان التي تطمح لتنظيم تظاهرات رياضية في مستوى عال، يجب أن تتمتع بمميزات وطاقات تؤهلها لذلك”، مشيرا إلى أن “منح المغرب شرف تنظيم هذه التظاهرة خير دليل على الجهود التي بذلها طوال سنوات من أجل الرفع من مستوى التنمية في البلاد”.
السياحة والاقتصاد
على الصعيد الاقتصادي، أوضح النحال أن “العائدات الاقتصادية لاحتضان الموندياليتو تتمثل بدرجة أولى في السياحة”، مشيرا إلى أن “الإنجاز الذي حققه المنتخب الوطني بعد وصوله إلى دور نصف نهائي كأس العالم بقطر، جعل مواطني العديد من البلدان حول العالم يسعون لاكتشاف المملكة والتعرف عليها”، مضيفا أن “احتضان كأس العالم للأندية سيكون فرصة سانحة لهؤلاء من أجل زيارة مدن المملكة المغربية”.
وأضاف ذات المتحدث أن “المرحلة الأولى من إشهار وجهة المغرب تمت خلال مونديال قطر، وجاء الموندياليتو كي يكمل ذلك الإشعاع، مبرزا أن “هناك فرقا كروية تمثل جميع القارات، ما يعني أن هذا سيعطي إشعاعا وسيرسل صورة جيدة ويعطي رغبة لمواطني هذه البلدان من أجل زيارة المغرب”.
وشدد المحلل الاقتصادي على أن “الموندياليتو سيعطي إشعاعا سياحيا للمغرب في كل القارات، علاوة على الحضور الجماهيري الكبير من طرف مشجعي الفرق الكبرى المشاركة، مثل ريال مدريد، إذ من المنتظر أن نلحظ إقبالا كبيرا منهم على شراء التذاكر”.
وتوقف المتحدث نفسه عند دور الإعلام في التشهير بوجهة المغرب والتعريف بها أثناء تغطية مباريات الفرق الكبرى المشاركة في كأس العالم للأندية، موردا أن “مباريات هذه الفرق ستنقلها قنوات دولية وعالمية”.
البنى التحتية
أبرز الأستاذ بنعيسى النحال أن “اهتمام المغرب بمختلف الرياضات، وبكرة القدم على وجه الخصوص، سيعطي دفعة للرقي بمستوى الأشغال العمومية بالبلاد وتطوير البنية التحتية”، مشيرا إلى أن “المغرب سينكب بعد الموندياليتو على الإعداد لاستقبال كأس أمم إفريقيا لكرة القدم”.
وأضاف ذات المتحدث أنه “سواء حاز المغرب على التنظيم أم لا، فستكون هناك أشغال كبيرة في الملاعب والبنية التحتية، وهو الأمر الذي سيكون مفيدا حتى من أجل احتضان تظاهرات رياضية أخرى مستقبلا”.
ووفقا للأستاذ نفسه، فإن ما يجنيه المغرب، رياضيا، من مثل هذه التظاهرات، هو السمعة الطيبة والإشعاع الدولي، وكذا الملاعب التي تتم تهيئتها والبنى التحتية والمنشآت التي يتم إنجازها، والتي يستفيد منها بدرجة أولى المواطنون المغاربة.