توفي لاعب كرة القدم البرازيلي بيليه يوم أمس الخميس عن عمر 82 عاما، بعد مسيرة كروية ناجحة، جعلته واحدا من أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم.
[ez-toc]
وخلفت وفاة بيليه حزنا واسعا لدى كافة محبي ومتتبعي الساحرة المستديرة في مختلف أرجاء العالم، حيث نعته شخصبات بارزة، فيما أعلنت البرازيل الحداد 3 أيام على روح الأسطورة.
طفولته، وحقيقة اسم “بيليه”
ولد “إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو” في 23 أكتوبر عام 1940، في قرية “تريس كوراكويس”، وقد سمي بهذا الإسم تيمنا بالمخترع الأمريكي توماس أديسون الذي اخترع المصباح الكهربائي.
لكن في المقابل، اشتهر الأسطورة البرازيلي باسم “بيليه”، والذي كان بمثابة لغز بالنسبة للكثيرين ممن لا يعرفون مصدره وكيف أطلق أول مرة على اللاعب منذ أن كان طفلا.
وحسب ما هو متداول لدى وسائل الإعلام، فإن بيليه عندما كان طفلا كان معجبا بحارس مرمى فريق والده، والذي كان اسمه “بيلي”، لكن الأسطورة البرازيلية في ذاك الوقت كان يخطئ في نطق اسم لاعبه المفضل، فكان يقول “بيليه” عوضا عن “بيلي” ليصبح هذا الاسم ملازما له طيلة حياته.
دخوله عالم كرة القدم وهو في 15 من عمره
في عام 1956، تعاقد نادي “سانتوس” البرازيلي مع بيليه، الذي أحرز هدفا في مرمى نادي “سانتو أندريه” وهو في سن الخامسة عشر.
وسرعان ما خطف بيليه أنظار مدرب منتخب البرازيل ليتم استدعاؤه وهو في سن السادسة عشر، حيث ظهر لأول مرة على المستوى الدولي ليسجل هدف راقصي السامبا الوحيد أمام الأرجنتين، التي فازت بالمباراة بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد.
الفوز بكأس العالم ثلاث مرات
يعتبر بيليه اللاعب الوحيد الذي رفع كأس العالم 3 مرات (1958، 1962، و1970)، حيث تمكن من تدوين اسمه في النهائيات بـ12 هدفا.
وفي عام 1958، شارك بيليه ضمن تشكيلة المنتخب البرازيلي في نهائيات كأس العالم التي أقيمت بالسويد، ورغم أنه بدأ المنافسات على دكة الاحتياط، لكنه سرعان ما اقتحم المستطيل الأخضر ليسجل ستة أهداف في أربع مباريات مساعدا منتخب “السيليساو” للفوز بالبطولة.
وخلال المباراة النهائية ضد البلد المضيف، برع بيليه وأظهر مهارات كروية ساحرة ليثبت للعالم ميلاد نجم في عالم الساحرة المستديرة، ما جعل حكومة البرازيل تعلن آنذاك أن مهاجمها الجديد الذي لم يتجاوز في ذاك الوقت من العمر 20 عاما، يعد “ثروة قومية” للوقوف دون رحيله إلى الخارج.
وفي مونديال 1962 في تشيلي، أصيب بيليه بخيبة واسعة رغم فوز البرازيل بالبطولة، حيث غاب عن المشاركة بعد إصابته في المباراة الثانية من دور المجموعات.
أما في مونديال المكسيك عام 1970، فقد قاد بيليه منتخب البرازيل للفوز ببطولة كأس العالم للمرة الثالثة، قبل أن يختتم الأسطورة البرازيلية مشواره مع منتخب “السيليساو” بعد ذلك بعام.
اعتزاله الغامض
اعتزل بيليه اللعب مع البرازيل في سن مبكر، إذ لم يكن قد أتم بعد عامه الـ31، لكنه حفر اسمه بأحرف من ذهب حيث سجل 77 هدفا في رقم قياسي لم يتمكن أي لاعب برازيلي من كسره، حتى وفاته.
وكانت مباراة اعتزال بيليه سنة 1971، هي المشاركة الدولية رقم 92 له مع منتخب البرازيل، والتي عرفت احتشاد 180 ألف مشجع في ملعب “ماراكانا” الشهير في ريو دي جانيرو لتوديع الأسطورة البرازيلية.
ورغم مرور أكثر من نصف قرن على تلك المباراة، إلا أن سبب اعتزال بيليه لا يزال غامضا بالنسبة للكثرين، وتعددت الروايات بين من قال أن اعتزال الأسطورة له صلة بأسباب سياسية، بينما رجح آخرون أن خلافات بينه وبين رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم آنذاك، جواو هافيلانج، تقف وراء اعتزاله.
وعلى الرغم من اعتزاله دوليا، إلا أن بيليه واصل مسيرته الكروية في الدوري البرازيلي، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى أنه سجل 1088 هدفا مع نادي سانتوس في 1114 مباراة.
الفن والسياسة
كانت حياة بيليه خارج ملاعب كرة القدم مفعمة بالأحداث الشيقة، إذ امتدت لمجالات مختلفة ضمنها الغناء والتمثيل والسياسة.
وشارك بيليه في العديد من الأفلام الوثائقية التي وثقت تفاصيل من حياته، لكن قدراته التمثيلية امتدت للمشاركة كبطل في فيلم Escape to Victory سنة 1981، والذي تدور قصته حول فريق كرة قدم من سجناء الحلفاء الذين خرجوا من ألمانيا النازية.
وإلى جانب ذلك، كان بيليه عازفا لآلة الغيتار، حيث أصدر أغنيات فردية وألبومات من موسيقاه الخاصة، وكان من بين أغنياته الحديثة واحدة بعنوان “استمع إلى الرجل العجوز”.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد انخرط بيليه في السياسة أيضا، وشغل منصب وزير الرياضة في البرازيل بين عامي 1995 و1998، كما كان سفيرا لليونسكو واليونيسيف، وكذا سفيرا للأمم المتحدة للبيئة.