تمكنت مجموعة مدارس الحكمة الكائن مقرها يحي الهدى اكادير من بناء خطة تربوية متميزة من أجل تفعيل التعليم عن بعد. فمباشرة بعد قرار وزارة التربية الوطنية القاضي بتعليق الدراسة الحضورية كإجراء احترازي لمواجهة وباء كورونا المستجد ، وتعويضها بالدراسة عن بعد لضمان الاستمرارية البيداغوجية. وقد كانت خطة مركز ثقلها المتعلم والمتعلمة اللذان إشراكا في كل الأنشطة المنجزة من إنجاز الدروس إلى الأنشطة الموازية.
لاقت هذه التجربة المتميزة استحسانا من طرف أولياء الأمور وانخراطا فعليا وفعالا من طرف المتعلمين والمتعلمات. وتشهد على ذلك النتائج التي كانت تنشر عقب كل حصة دراسية ويتعلق الأمر بالنقط المحصل عليها من طرف كل تلميذ و تلميذة في مختلف انشطة الحصة الدراسية. ومن أجل تحفيز والمتعلمات المتعلمين على الانخراط والمشاركة الفعالة عملت إدارة المؤسسة بتنسيق مع هيئة التدريس على نشر النتائج المحصل عليها كل يوم انطلاقا من الساعة السادسة مساء في مجموعات “الواتساب” التي أنشأت لهذا الغرض. ولعل ما جعل تجربة مجموعة مدارس الحكمة تجربة فريدة وأصيلة هو ضبطها لغياب المتعلمين والمتعلمات اعتمادا على مشاركتهم وإنجازهم للتمارين، علاوة على إعدادهم لمقاطع فيديو تهم لحظة من لحظات بناء الدرس.
لقد تمكنت مجموعة مدارس الحكمة من تشييد نموذج بيداغوجي يستحق أن يحتدى به إذ تضمن حسب المسؤول التربوي للمؤسسة واحدا وثلاثين إجراء تظافرت من أجل تنزيلها على أرض الواقع جهود كل من الأطر الإدارية والتربوية وكذا المتعلمون والمتعلمات. ومن هذه الإجراءات على سبيل المثال لا الحصر: وضع ميثاق للأقسام الافتراضية، تنظيم مشاركة المتعلمين، إدراج حصة التربية البدنية، الاحتفاظ بزمن الاستراحة بين الحصص الدراسية وخلق ساحة افتراضية، تكوين المتعلمين في كيفية إعداد مقاطع فيديو بمثابة موارد رقمية، تتبع عمل هيئة التدريس ومناقشة المشاكل التي تعترضهم وإيجاد حلول لها، التواصل الدائم مع أولياء الأمور، التوزيع المنتظم للحصص الدراسية…. إضافة لما سلف، يقول المسؤول التربوي، ومن أجل إعداد تلاميذ الأقسام الإشهادية للامتحانات الموحدة حرصت المجموعة على تنظيم امتحانات تجريبية لفائدة المستويات المعنية، واستثمار نتائجها لدعم وتقوية مكتسبات المتعلمين والمتعلمات.
ولأن شعار مجموعة مدارس الحكمة كان هو جعل الأقسام الافتراضية أقساما واقعية فإنها لم تغفل تفعيل أدوار الحياة المدرسية وذلك ببرمجة أنشطة موازية على صعيد كل مؤسسة من مؤسساتها ( قلب الحكمة1، قلب الحكمة2، مهد الحكمة) وداخل كل قسم افتراضي، كما أنها تستعد لتنظيم حفل نهاية السنة الدراسية افتراضيا والذي سيتم بثه مباشرة على صفحة المجموعة الرسمية “الفيس بوك”. ولم تكتف بذلك بل شاركت في الأنشطة المنظمة إقليميا ووطنيا وتمنكت من الفوز بالمسابقة الإقليمية حول القصة القصيرة باللغة الإنجليزية والتي عادت فيها المرتبة الأولى للتلميذة ” غزلان بن الطيب” من مؤسسة قلب الحكمة1، كما تمكنت من الفوز بالمرتبة الأولى في المسابقة الوطنية لفن الخطابة والتي كانت من نصيب التلميذة “بسمة الخطيرة” من مؤسسة مهد الحكمة.