أوضح وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، بأن الانتقال الطاقي يمثل فرصة ستجعل جهة كلميم – واد نون واحدة من بين الجهات الأكثر ازدهارا في المملكة في غضون سنوات قليلة.
وأوضح مزور، في كلمة خلال إحدى جلسات اللقاء الثالث لنقاشات (المغرب الدبلوماسي) “MD Talks”، المنظم تحت شعار “الطاقات المتجددة، ورش شامل في صلب النموذج التنموي الجديد”، يوم أمس السبت بكلميم، بأن الأقاليم الجنوبية للمملكة واحدة من أكثر ثلاث مناطق تنافسية في العالم من حيث إنتاج الطاقات المتجددة، مؤكداً وجود منافسين متباعدين للمنطقة هما الشيلي والساحل الغربي لأستراليا، و بالتالي “ليس من قبيل الصدفة أن تحظى المنطقة باهتمام كبير من المستثمرين عبر العالم”.
وفيما يتعلق بالاستثمارات، أبرز الوزير أن جهة كلميم – واد نون هي الأكثر جاذبية في المغرب، بفضل موقعها، مضيفا أن الجهة ستكون وجهة لما بين 40 و 50 في المائة من الاستثمارات خلال السنوات الخمس المقبلة.
وشدد مزور على ضرورة القيام بمجهود جماعي لمواكبة الاستثمارات الضخمة “غير المسبوقة في المغرب”، والتي تمثل فرصة صناعية “استثنائية” من حيث شموليتها، داعيا إلى الاستفادة من الجاذبية “الفريدة” للجهة.
من جانبها ، أشارت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، إلى أن جهة كلميم – واد نون تزخر بتراث مادي ولامادي بالغ الأهمية، وتتمتع بإمكانات هائلة في مجال الطاقة الشمسية والريحية والهيدروجينية، مشددة على ضرورة ضمان استمرارية هذه الطاقات والحفاظ عليها في مواجهة التغيرات المناخية، مبرزة دور الرأسمال البشري في التنمية المستدامة باعتباره فاعلا رئيسيا ومحفزا لأي تغيير في مجال الانتقال الطاقي.
على المستوى الاجتماعي، دعت الوزيرة إلى مواكبة التعاونيات بالمنطقة، لاسيما النسائية منها، والتي تنشط في المهن الخضراء.
وفي سياق متصل ، سلط الكاتب العام لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، محمد بن يحيى، الضوء على الجهود التي تبذلها المملكة من أجل وضع إطار مؤسساتي وقانوني ملائم للاستثمار، مشيرا في هذا الصدد إلى الاستثمارات الضخمة في الطاقات المتجددة والتي مكنت المغرب من التموقع كرائد إفريقي في هذا المجال.
وأكد بن يحيى أن المغرب يسعى اليوم إلى تسريع تحوله الطاقي لضمان طاقة مستدامة ومتاحة وتنافسية، وضامنة لسيادة المملكة الطاقية، مضيفا أن جهة كلميم – واد نون ستضطلع بدور رئيسي في هذا التحول.
ونوه إلى أن هذا الطموح يندرج ضمن استراتيجية التنمية المستدامة الجديدة للمملكة، وينسجم مع التزامات المغرب الدولية.
وينعقد هذا اللقاء، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من “المغرب الدبلوماسي Maroc diplomatique “، وبشراكة مع وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية.
ويندرج في إطار دورة سنة 2022 لنقاشات “MD Talks”، وهي سلسلة من الندوات للتفكير الاستراتيجي الإفريقي والدولي.