رصدت عبر العالم إصابات بفيروس كورونا المستجد لدى أشخاص سبق أن تلقوا لقاحات مضادة للفيروس، وهو ما يثير قلقا عالميا متزايدا حول هذه الظاهرة.
في هذا الصدد، فسر طبيب الأمراض المعدية الروسي وكبير الأطباء في مركز “إينفيترو سيبير”، أندريه بوزدنياكوف، الموضوع قائلا أن : “إصابة بعض الملقحين ضد كورونا بالفيروس مجددا تعود إلى خصائص جهاز المناعة لديهم”.
وبحسب هذا الطبيب فإن “ السمات الخاصة للجهاز المناعي لكل شخص، تجعل البعض قابلا للإصابة بالعدوى أكثر من غيره من الأشخاص، فبعض الناس لا يستجيبون للمرض، وآخرون قد تكون الجرعة المعيارية للقاح بالنسبة لطبيعة مناعتهم غير كافية أو على العكس مفرطة”.
وتابع الطبيب بوزدنياكوف قائلا : “ اللقاح دواء معقد معدّل للمناعة، لذلك، قد تختلف استجابة الجسم”، مبرزا أن ” مصنّعي اللقاحات أنفسهم يرون أنه لا يوجد لقاح يوفر حماية بنسبة 100 في المائة”.
وأضاف المتحدث نفسه : “يمكن لجرعة فيروسية معدية كبيرة نقل الفيروس حتى من خلال دفاع مناعي جيد، لذلك ينصح بعدم التخلي عن التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية حتى بالنسبة للملقحين، من خلال الحفاظ على المسافة الاجتماعية وتجنب الأماكن المزدحمة وارتداء الكمامات وغير ذلك”.
وأكّد الطبيب أن “ عملية الدفاع المناعي تبدأ عندما يواجه الجسم فيروسا مألوفا، وهنا يكون المرض خفيفًا بالنسبة للملقحين، حتى لو تطور” .
وشدد الدكتور على أن : “ بعض الأشخاص يصابون بكورونا بعد التطعيم بسهولة أكبر، ولكن دون حدوث تلف في الرئة واضطرابات وتجلط الأوعية الدموية الكبيرة”، مضيفا أن ذلك يجعل كورونا شبيهة ب “ARVI المعتاد، وهي العدوى الفيروسية التنفسية الحادة، مع متلازمة الوهن الطفيف”.
وأضاف الدكتور أن طبيعة الأعراض التي تصيب الملقحين في حال تأكدت إصابتهم مرة أخرى بكورونا “ليست خطيرة للغاية، ويمكن اعتبار ذلك بالفعل ميزة كبيرة”.