هي أبعد بكثير من أن يكون الأمر قناعة تزهدية عن التكلف وما شابه.. أقرب منها الى هذا التشبيه البليغ في قوله تعالى :
(.. كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه) .. وهو يتقدّم الصّف الأمامي مع الوفد الرّسمي خلف الإمام لأداء صلاة عيد الفطر كان مظهره الخارجي البئيس بعيداً عن احترام وتقدير بيت من بيوت الله عزّ وجلّ.. كما هو أيضا تحقير وتبخيس لليوم الأول من الفطر بعد شهر من الصيام والقيام..واستصغار لكل الأحاديث الشريفة التى تعتبر إظهار السرور والفرحة في العيدين ( النحر والفطر) من شعائر الدّين حدّ ان اوصانا باختيار الوان تزيّننا خلال هذه المناسبة من قوله ( ص) :
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم ” رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن حبان في صحيحه
مقابل ذلك
نهانا الرسول (ص) عن لبس القِسِّيِّ و عن العِصْفِر الـمُفَدَّمُ ” . أخرجه النسائي ( 1 / 168 و 2 / 287 ) وفي رواية: ” وعن لبس المفدم و المعصفر ” . أخرجه النسائي أيضا ( 1 / 160 و 2 / 287 ).
وحين نعود إلى الصورة التي ظهر بها الرجل الثالث في ذاك النظام والوجه الخارجي لدولتهم وبهذه الألوان القريبة إلى التمسرح منها إلى ذاك الشخص الواقف أمام الله خاشعا مستبصرا فرحا وبشوشاً..
نظيفاً وطاهرا في بدنه كما في ثيابه تقيّداً بقوله تعالى ( خذوا زينتكم عند كلّ مسجد)
بل أظهره الله لنا بئيسا في شكله وتغييب الفرحة على ملامح وجهه.. بقدمين عاريتن من الجوارب وما يشبه المعطف بلون مقزز ومنفر..
هي علامات من حرّمه الله من متعة وبهجة العيد التي تقاسمها هذا اليوم أكثر من ملياري مسلم ومسلمة في بقاع العالم ومن مختلف الجنسيات واللغات والثقافات.. تجمّلت بأحسن ما عندها وتزينت.. إلاّ لعمامرة في الجزائر الذي تحول مظهره إلى فسحة العيد وبهجته..
هي عدالة السمّاء ان تجعل من هذا الوزير مادة السخرية والتنكيث في اعز واجل ايام الله سبحانه وكأنه بذلك يرسل إشارة لذوي المكر والخديعة بقوله تعالى ( ولا يحيق المكر السّيّء إلا بأهله)..
إذ لا يعقل ان يكون هذا النظام / الوزير وهو في عزّ رمضان يطمئن الشعب الإسباني الغير المسلم بتوريد الغاز وفي نفس الوقت يهدد الحكومة بعدم بيعه للشعب المغربي الذي يتقاسم معه الشهادتين وووجه القبلة.. وصوم رمضان.. وصلاة العيدين
الأمر لا يستقيم مع القناعة الإيمانية الحقّة.. باعتبارها حصانة أخلاقية لمبادئ إسلامية صرفة تبدأ بالبيت نحو الجار والمحيط والعالم..
لا يستقيم ان تظهر على مثل الوجوه المنافقة الحاملة للضغينة والحقد كل سيمات المتعة والتمتع بالحياة وزينتها..
هي علامات واوقات مختارة لبهدلتهم وكشف عوراتهم في الدنيا قبل الآخرة..
وما اختيار لعمامرة الوجه الخارجي لهذا النظام الا مثال ذاك الشخص الذي استثناه الله تعالى في أن يشاركنا وعموم المسلمين في العالم فرحة وبهجة عيد الفطر..
ليس الأمر اختياراً او صدفة أن يظهر هذا الوزير وسوبرمان الدبلوماسية الجزائرية بمظهر عامل بمحطة وقود..
أوليس الغاز هو سلاح العصابة هذه الأيام..
بلى..!!!?
ولو قال نعم.. لكفَر
يوسف غريب