عبدالله بن عيسى لأكادير 24/
تتعدَّى الإبداعات والمواهب الفنية حدود الزمان والمكان، وتعبر عن ثقافات وهويات متنوعة.
في هذا السياق، يبرز اسم “لحسن الدوش” كشاهد على إرث فني متميز في عالم الصياغة الفضية، حيث أُقام حفل تكريم له من قِبل إدارة مهرجان تميزار.
لحسن الدوش، الذي ولد في 30 يونيو 1957، هو إبن منطقة دوار الماتن بمنطقة أنزي في إقليم تزنيت. بدأ مشواره الفني والحرفي منذ سنة 1971، تعلم حرفة الصياغة الفضية تحت إشراف المعلم سعيد أفكير في مدينة تزنيت.
ما أبرز إبداعاته هو فتح ورشة عمل خاصة به في أحد أحياء المدينة العتيقة، حيث قام بتعليم تقنيات الصياغة المتنوعة، بما في ذلك الطلاء الزجاجي والسلك الفضي، وتقنيات التخرام والفريغ.
هذه الورشة لم تكن مجرد مكان لتعلم المهارات، بل كانت بؤرة للإلهام والإبداع، حيث تجمع الشغف والمهارة معًا لتشكيل قطع فنية رائعة.
بفضل مهاراته الاستثنائية، تمكّن لحسن الدوش من جذب أكثر من عشرين صانعًا مبتدئًا، حيث تلقوا تدريبه وتوجيهاته ليصبحوا مهنيين ماهريين في عالم الصياغة بتزنيت.
لم يقتصر إبداع لحسن الدوش على ورشته فحسب، بل شارك أيضًا في العديد من المعارض المحلية والوطنية، حيث عُرف واعترف بموهبته وجهوده الجادة. حصل على العديد من الشواهد التقديرية التي تعكس احترام وتقدير المجتمع لمساهماته.
إن تكريم إدارة مهرجان تميزار للحسن الدوش ليس مجرد اعتراف بإبداعاته في عالم الصياغة، بل هو فرصة لإلقاء الضوء على تراث فني محلي مهم وعلى دوره في توجيه وتعليم الأجيال الصاعدة.
هذا التكريم يذكرنا بأهمية تسليط الضوء على المواهب والإبداعات المحلية، وكيف يمكن للفن والحرف أن يكونا وسيلة لنقل الثقافة وتعزيز التواصل بين الأجيال المختلفة.