لأول مرة.. جابت طائرات “أباتشي” الحربية الأمريكية، يوم أمس الثلاثاء سماء جنوب المغرب، حيث شاركت أربع طائرات من طراز “أباتشي” ، في تمارين ميدانية في مناورات “الأسد الإفريقي” قادها ضباط أمريكيون ومغاربة، وذلك بحضور كبار المسؤولين العسكريين من الجانبين.
في هذا الصدد، احتضن قطاع كاب درعة بطانطان، يوم أمس الثلاثاء، تمارين تحاكي سيناريوهات المواجهة المباشرة، شاركت فيها أربع طائرات “أباتشي” وأخرى تابعة لسلاح الجو الملكي المغربي.
وظهرت طائرات “الأباتشي” الحربية الأمريكية وهي تفجر سلسلة من الأهداف بدقة عالية، كما قامت بعمليات مناورة تحاكي المواجهة المباشرة مع أهداف مرئية.
واستقطبت قوات الحرس الوطني لولاية يوتا 4 مروحيات مقاتلة لدعم التمارين الضخمة المقامة في المغرب.
وتشمل التداريب التكتيكية استخدام أنظمة المحاكاة لفائدة الفرق التي ستعمل على المروحيات المقاتلة من طراز “أباتشي”، والقيام بعمليات تحاكي الواقع، واستخدام مختلف الأسلحة والأجهزة القتالية والدفاعية الموجودة على ظهر المروحيات المغربية.
وتستبق دخول “أباتشي” إلى المغرب إجراءات عدة؛ أولها تكوين ضباط طيارين وتقنيين لمواكبة استخدامات هذا الأسطول الجوي، بعدما سبق أن خضع عدد من الضباط الطيارين المغاربة لتكوينات عن بعد خلال السنتين الماضيتين.
ويعد الكولونيل خالد صامت أول طيار مغربي حاصل على شهادة اعتماد لقيادة طائرة “أباتشي” الحربية، كما تم تعيينه قائدا لسرب المروحيات الهجومية، بما فيها “أباتشي”.
وسيتدرب أكثر من 7500 مشارك من 28 دولة وحلف شمال الأطلسي جنبًا إلى جنب، مع التركيز على تعزيز الاستعداد الميداني للقوات الأمريكية والدول الشريكة.
ويشمل التدريب بعثات مشتركة، متعددة المجالات، متعددة المكونات، ومتعددة الجنسيات؛ بهدف تعزيز قابلية التشغيل البيني بين المشاركين وتهيئة المسرح للوصول الإستراتيجي.
و قبل أربعة أيام، حل ما يقرب من 60 جنديًا من كتيبة الاستطلاع الهجومية الأولى، فوج الطيران 211، التابع للحرس الوطني لجيش يوتا، بمطار أكادير المسيرة الدولي لدعم تمارين “الأسد الأفريقي” التي تحتضنها المملكة من 20 إلى 30 يونيو الجاري.
ووصل جنود من ARBn 1-211 على متن طائرة C-5 Galaxy بعد أن غادروا ترافيس إيه إف بي، كاليفورنيا، ورافقتهم على متن هذه الطائرة الضخمة أربع من طائرات AH-64D “المطوية”، المعروفة باسم مروحيات “أباتشي”.
وطائرة AH-64D هي طائرة هليكوبتر هجومية واستطلاعية ذات مقعدين مسلحة بمدفع 30 ملم M230؛ كما أن لديها خيار حمل صواريخ هيلفاير جو-أرض أو حاضنات صواريخ هيدرا 70 ملم.
وقال ماج. الجنرال. مايكل جي تورلي، مساعد عام في الحرس الوطني في ولاية يوتا: “تسمح هذه التدريبات لكلا الطرفين بتطوير التكتيكات والتقنيات والإجراءات، وتعزيز قدرات جميع المشاركين”.
وسيعمل الفريق 1-211 بالقرب من كلميم، لكنه سيتدرب في عدة مواقع أخرى، بما في ذلك تيفنيت وطانطان وبنكرير.
وقال الكبيتان تايت لارسون إنه جاء إلى المغرب عدة مرات خلال العامين الماضيين للتحضير لهذا التمرين من خلال تقديم ملخصات حول قدرات AH-64D، وقابلية التشغيل البيني، ومتطلبات الخدمات اللوجستية والصيانة.
وكشف المسؤول العسكري الأمريكي أن ولاية يوتا استضافت أيضًا طيارين مغاربة، تم اصطحابهم في جولات تعريف ب”أباتشي” في نطاقات التدريب في الولاية.
ولدى الحرس الوطني في كل ولاية في الولايات المتحدة برنامج شراكة دولي مع شريك أجنبي واحد أو أكثر؛ والهدف الأسمى هو دعم أهداف الحكومة الأمريكية.
وقد توسع برنامج الحماية الإستراتيجي في يوتا /المغرب ليشمل التفاعلات العسكرية والمدنية التي تدعم نهج الحكومة بأسرها والمجتمع بأسره في التعاون الأمني الأمريكي.
وتهم مجالات التركيز التي تدعم الخطوط الإستراتيجية لجهود وأهداف الحرس الوطني: قدرات الأسلحة المشتركة (بما فيها قوات العمليات الخاصة المغربية، وApache AH-64، والمدفعية، والتشغيل المتبادل للتزود بالوقود من طراز F-16)، وإزالة الألغام للأغراض الإنسانية (HMA / EOD)؛ وطب الطوارئ رد فعل كارثي، وتطوير ضابط الصف، والتبادلات الشبابية.
وبحسب توضيحات الكولونيل خايمي توماس فإن مشاركة هذه المروحيات في الأسد الأفريقي 2022 ستهدف، من بين أمور أخرى، إلى “إظهار قدراتها قبل تسليمها إلى المغرب”.
و”الأسد الأفريقي” هو أكبر تمرين سنوي مشترك ومركب للقيادة الأمريكية في إفريقيا يستضيفه المغرب وغانا والسنغال وتونس في الفترة من 6 إلى 30 يونيو.