عطل انتشار فيروس كورونا الدراسة في 13 دولة ليشمل الأمر أكثر من 290 مليون طالب، واتخذت الكثير من دول العالم في الأيام القليلة الماضية إجراءات استثنائية بتقييد حركة السفر منها وإليها، وإلغاء أحداث اقتصادية ورياضية وثقافية، وذلك في ظل تزايد عدد الوفيات والإصابات بالفيروس في العالم.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة (يونسكو) أن الصين التي ظهر فيها الفيروس في دجنبر الأول الماضي، كانت قبل أسبوعين الدولة الوحيدة التي أغلقت مدارسها، ولكن مع انتشار المرض في زهاء 80 دولة، عمدت سلطات 13 دولة لتعطيل الدراسة ضمن الإجراءات الاحترازية لوقف انتشار كورونا.
ومن الدول التي عطلت الدراسة بسبب الفيروس: إيطاليا وإيران والكويت والإمارات والهند، وكان التعطيل شاملا بالنسبة لبعض الدول مثل إيطاليا وإيران، وجزئيا لبعضها مثل الهند.
إلغاء تظاهرات
وفضلا عن حظر السفر من بؤر انتشار فيروس كورونا وإليها، ألغت سلطات الكثير من دول العالم أو أجلت كل مناسبة أو تجمع يمكن أن يسهم في انتشار المرض، فقد أرجأت إيطاليا مباريات كرة القدم، وأعلن منتج فيلم جيمس بوند الجديد تأجيل عرضه الأول عالميا في لندن إلى نونبر المقبل.
وقررت السلطات السعودية، الأربعاء، تعليق العمرة مؤقتا للمواطنين والمقيمين في المملكة، خشية وصول فيروس كورونا المستجد إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي، وذلك بعد نحو أسبوع من تعليقها للمعتمرين الوافدين.
كما صدر قرار يوم أمس بإغلاق كنيسة المهد أمام الزوار المسيحيين استجابة لتوصيات وزارة الصحة الفلسطينية، بعد الاشتباه بحالات إصابة بفيروس كورونا المستجد في محافظة بيت لحم، وقررت السلطة الفلسطينية وقف استقبال الوفود السياحية بالضفة الغربية.
وفي العراق، تقرر عدم إقامة صلاة الجمعة هذا الأسبوع في مدينة كربلاء بسبب مخاوف تتعلق بالمرض، وفي الإمارات حثت وزارة الصحة المواطنين والمقيمين على تجنب السفر بسبب انتشار فيروس كورونا في عدة دول.
وضع الصين
وفي الصين، سجلت السلطات الصحية 31 حالة وفاة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليتجاوز إجمالي الوفيات في البلاد ثلاثة آلاف شخص، وسجلت 124 حالة إصابة جديدة ليرتفع إجمالي المصابين إلى 80 ألفا.
وقررت سلطات بكين تشديد إجراءات دخول القادمين من إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية، بعد تسجيل إصابات لمواطنين صينيين عائدين من الخارج. وفي سياق متصل، حققت السلطات الصينية مع 11 مسؤولا في مقاطعة شاندونغ شرقي البلاد، بعد تأكيد إصابة أكثر من مئتي سجين بفيروس كورونا في فبراير/شباط الماضي.
وأما كوريا الجنوبية، ثاني أكبر بؤرة إصابات بعد الصين (5776 إصابة، منها 35 وفاة)، فرصدت 438 حالة إصابة جديدة اليوم، وقررت السلطات تمديد عطلة التلاميذ في المدارس ودور الحضانة ثلاثة أسابيع.
وقررت اليابان فرض حجر صحي على الوافدين من الصين وكوريا الجنوبية، كما أعلنت من جانب آخر إرجاء زيارة الدولة التي كان يفترض أن يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى البلاد. وفي إيران، أعلنت السلطات عن حالات وفاة جديدة لترتفع الحصيلة إلى 107 وفيات، وقررت السلطات إغلاق المدارس والجامعات حتى العشرين من الشهر الحالي، كما تقرر تأجيل كل المناسبات الثقافية والرياضية، وخفضت ساعات العمل في الإدارات الحكومية.
دول أوروبا
وفي إيطاليا -أكبر بؤرة للمرض في أوروبا- تجاوز عدد الوفيات المئة ليصل إلى 107 وفاة من أصل 3089 إصابة، وفرضت السلطات إجراءات استثنائية، إذ قررت إغلاق كل المدارس والجامعات اعتبارا من اليوم وحتى منتصف الشهر الحالي.
وأعلنت سويسرا يوم أمس أول وفاة لديها بمرض كورونا المستجد، وفي البوسنة سجلت أول حالتي إصابة بالفيروس، وهما لرجل زار إيطاليا مؤخرا وطفله.
وفي ألمانيا، ذكر معهد روبرت كوخ للصحة العامة اليوم أن عدد الحالات المؤكدة للإصابة بكورونا قفز إلى 109 حالات في غضون يوم، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 349 حالة.
وفي اليونان، سجلت حالة عاشرة للإصابة بكورونا، وأمرت السلطات أمس بإغلاق المدارس وحظر التجمعات العامة في بعض المناطق. يشار إلى أن فيروس كورونا ظهر أول مرة في مدينة ووهان وسط الصين آخر العام الماضي، ولا يعرف حتى الساعة على وجه الدقة مصدر الإصابة بهذا المرض، ولا يوجد له علاج.