إنها المفارقة الغريبة العجيبة، بينما السكان اليوم في بيوتهم ،ممتثلين لتعليمات السلطات ولقرار الحجر الصحي،جحافل الإبل يعيثون في حقول القصبة فساداً، يفسدون الحقول والضيعات، وينهبون ما عجزت إبلهم وقطعان غنمهم الوصول إليه،وإن نهيتهم عن فعلهم البغيض،وعن تصرفاتهم الدنيئة، وأسررت لهم بلطف إنكم بقطعانكم هاته لمفسدون، أجابوك : ” إنها أرض مولانا ” .
…..عجيب!،أوليست إبلكم وقطعان أغناكم كذلك لمولانا ؟؟….إنها مهزلة سنوية تتكرر أمام أنظار السلطات والمنتخبون ولا أحد يحرك ساكناً، إن تحرك الناس كما في ” تقصبيت ” قبل سنتين إعتقلوا، وإن سكتوا نهبوا،…فإلى متى هذا الصمت والكيل بمكيالين ؟؟؟
إننا في هذا المقال، ندق نقوس الخطر، حتى لا يتخذ أمن المواطنين أمر يؤخر فيه النظر، إننا نحمل السلطات مسؤولية ماستؤول إليه الأمور ،خصوصاً في هذه الظروف الحساسة ،فلا يعقل أن يبقى السكان في بيوتهم وحقولهم تنهب أمام أعينهم .
إن سكان هذه المناطق أمازيغيون أحرار ، يصبرون، ولكن لا يقبلون الذل والإهانة،فلا يعقل أن تكبد أيديهم بإسم القانون،وهم من ضحوا بالغالي والنفيس من أجل إستقلال وعزة الوطن،بينما تحرر أيدي من يساومون ويرتزقون بالإنتماء إليه،وكلامنا هذا يجب أن لا يفهم أننا عنصريون كلا وحاشا، وإنما نحن قوم نحترم من يحترمونا، ونكرم من يقدس حرماتنا، فالقانون يجب أن يكون فوق الجميع،ويتصف بالتجريد والتعميم،أما الكيل بمكيالين فعواقبه وخيمة،…..وفي إنتظار آذان صاغية تستمر المعانات، ويستمر النهب والفساد، وتستمر السلطات المحلية الممثلة في القيادة و المجلس الجماعي في الترقب والمشاهدة ويمنون النفس ، لعل الأمر يمر كما مر في سنوات مضت….لكن، ليس في كل مرة تسلم الجرة….
بقلم: رشيد أوبيه/قصبة تلاغت ،جماعة أيت ميلك