تستعد الفضاءات الداخلية لقصبة “أكادير أوفلا” لاستقبال زوارها مطلع الصيف المقبل، بعدما بلغت أشغال تأهيلها مراحلها النهائية، بنسبة 96 بالمائة.
وحسب ما أورده عبد الكريم أزنفار، المدير العام لشركة التنمية السياحية بجهة سوس ماسة، في تصريحات صحفية، فإن الافتتاح الرسمي لقصبة “أكادير أوفلا” سيأخذ بعين الاعتبار كل الملاحظات التي قدمتها الشخصيات والمسؤولين الذين زاروا هذه المعلمة التاريخية.
وأوضح ذات المتحدث أن الفضاءات الخارجية للقصبة التي تم افتتاحها قبل سنة، ستبقى مفتوحة للعموم، فيما ستكون الزيارة الداخلية الداخلية للقصبة خاضعة لتعريفة تراعي القدرة الشرائية لقاطني المدينة وزائريها من السياح.
وكان ذات المسؤول قد أوضح في تصريحات سابقة أن مشروع إعادة تأهيل قصبة “أكادير أوفلا” يعتمد على مبدأ “الاسترداد”، أو العودة إلى الوضع السابق للقصبة، بما في ذلك إعادة بناء الأماكن الرمزية والتاريخية، طبقا للمواصفات الأصلية التي كان عليها الموقع سنة 1960.
وأفاد ذات المتحدث بأن التكلفة الإجمالية لترميم هذه القصبة بلغت 120 مليون درهم خصصت لإنجاز مجموعة من الحفريات الأثرية، فضلا عن تهيئة الأسوار الخارجية وإحداث المسارات الخشبية التي ستمكن الزوار من التجول داخل هذا الموقع الأثري مع احترام خصوصيته كمقبرة جماعية لضحايا زلزال أكادير 1960.
هذا، واعتمد مشروع تأهيل القصبة على بروتوكول علمي متعدد التخصصات عرف مشاركة أخصائيين في علم الآثار والتاريخ والأنثروبولوجيا، فضلا عن مهندسين معماريين ومهندسين مدنيين، وفقا للمبادئ العلمية والتشاركية، مع تعبئة أحدث تقنيات الرقمنة في التوثيق و الحفظ.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع سيمكن مدينة أكادير من استعادة جانب مهم من ذاكرتها التاريخية، إذ لن تبقى الوجهة السياحية الشاطئية الأولى على الصعيد الوطني فقط، بل ستصبح أيضا وجهة ذات مؤهلات تاريخية عريقة تتكامل مع المقومات التاريخية والحضارية الأخرى المتوفرة في العمق الترابي لوجهة أكادير الكبير.