قبل النضال… تأكد من الرصيد: البوليساريو في طابور السفارة الجزائرية بانتظار التحويل البنكي!

قبل النضال… تأكد من الرصيد: البوليساريو في طابور السفارة الجزائرية بانتظار التحويل البنكي! خارج الحدود

agadir24 – أكادير24

وقف عناصر من جبهة البوليساريو، يتزعمهم من يُطلق عليه مجازًا “وزير خارجية التنظيم”، عند بوابة السفارة الجزائرية في باريس، لا طلبًا للجوء ولا احتجاجًا على الغلاء، بل في انتظار “المعلوم”.

بطونهم تصدر أصواتًا احتجاجية، وجيوبهم مفتوحة مثل تصريحاتهم المعلّبة، ينتظرون بركات لجنة الصرف، وتحويلًا بنكيًا ينعش “كفاحهم المسلح المؤجل” إلى حين إشعار آخر… إشعار بنكي طبعًا!

مشهد عبثي يكاد يُلخّص القضية برمّتها: نضال على المقاس… بمقابل شهري وبنك دولي. رائحة “الثورة الممولة” تفوح من خلف الجدران الدبلوماسية، حيث لا أحد يثور فعلًا، بل الجميع يتحسس جيبه ويتأكد من رصيد الحساب.

أما “الوزير المزعوم”، فقد بدا عليه الانشغال الشديد بمصير بطاقة الدفع الدولية خاصته، بينما عناصره يستفسرون القنصل –بكل جدية ثورية– عن موعد صرف التعويضات مقابل خطاباتهم التي يُعاد تدويرها منذ سبعينيات القرن الماضي.

الطريف، وربما المؤلم، أن التنظيم الذي يستعد الكونغرس الأميركي لتصنيفه ضمن قائمة المنظمات الإرهابية ذات التمويل الرمزي من وكلاء إقليميين، ما زال يتصرّف وكأنه جمعية خيرية تنتظر إعانة شهر رمضان!

أي كفاح هذا الذي يتوقف عند بوابة مصرف؟ وأي تحرير هذا الذي يتطلب توقيع محاسب؟

في عالم البوليساريو، النضال لا يبدأ من الخنادق، بل من الشبابيك البنكية، والجهاد الأكبر لا يمر عبر الحدود، بل عبر البريد الإلكتروني المؤكد لاستلام الحوالة. وحتى “الانتفاضة” تبقى مرهونة… في انتظار ختم اللجنة المالية الجزائرية.

ربما حان الوقت ليحصل هذا الكيان الورقي على صك “الحقيقة المرة”: أن لا أحد يمول الأوهام إلى الأبد، وأن الاستقلال لا يُمنح بالتحويلات، ولا يُشترى بتعويض الإقامة في فنادق باريس.

لكن لا بأس… لننتظر، فربما يُعلن البيان الثوري القادم من “ATM” البنك الشعبي الجزائري بدلًا من خنادق القتال.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً