يعتبر الشعور بالذنب أسوأ المشاعر التي يمكن أن تعتري الأشخاص، حيث يتسبب ذلك للمرء في جلد ذاته ومحاولة معاقبتها بشتى الطرق، حتى أن هناك من الناس من يسامح الآخرين ولا يعرف السبيل إلى الصفح عن نفسه.
في هذا الصدد، تنصح أخصائية العلاقات الزوجية والطب العائلي إيميلي جامي، في حديث لموقع Self، الأشخاص الذين يراودهم الشعور بالذنب تجاه أخطاء ارتكبوها بالتعامل مع ذواتهم كأنهم أطفال، فالطفل غالبا ما يلين قلبه تجاه أخطائه، بل إن عقله يتناساها مع مرور الوقت.
بدوره يقول استشاري العلاقات والأستاذ المساعد في علاج الأزواج والأسرة في جامعة كولورادو، روبرت آلان، بأنه يجب الإيمان بأن الأخطاء أمر بشري، ليس فقط حين يتعلق الأمر بالآخرين، بل عندما يتعلق بالأشخاص أنفسهم.
وأضاف آلان أن المسامحة عملية نشطة تتطلب التكرار حتى يعتاد عليها الشخص، مشيرا إلى أنه يمكن التخفيف من الشعور بالذنب جزئيا من خلال محاولة إنكار النتائج السلبية للفعل الذي يحس الشخص بالذنب بعد ارتكابه، أو من خلال تدوينها وتكرارها بصوت مرتفع، أو مناقشتها مع شخص حكيم لن يزيد من لوم المذنب ومعاتبته.
ويستحسن حسب الاستشاري الأسري آلان تحمل عواقب الفعل الذي قام به المذنب، حيث إن تحمل المسؤولية وإصلاح الوضع ولو بعد حين سيخفف من الشعور بالذنب، فضلا عن أن تعويض المتضررين ولو بشكل معنوي، إن باعتذار أو كلمة طيبة، يعتبر خطوة مهمة لمسامحة الذات.
أما عن خطورة الاستمرار في معاقبة الذات لفترة طويلة وتحمل الشعور بالذنب، فقد أوضحت الطبيبة النفسية جيني سكوت، بأن ذلك يتسبب مع الوقت في العزلة وتغيُّر تصور الشخص المذنب لنفسه، كما يؤثر ذلك بشكل كبير على صحته العقلية.
ولتجنب هذه المخاطر، نصحت جيني سكوت الأشخاص بمسامحة أنفسهم بأسرع وقت ممكن مهما كان الخطأ ومهما كانت العواقب، حيث إن هناك دوما سبلا لجبر الضرر ولتعويض الخسائر، ولا حاجة لجلد الذات ما دام هناك سبيل آخر للمضي قدما.
في ما يلي أهم نصائح الخبراء التي تساعد في التغلب على الشعور بالذنب :
• التسامح أولا قبل المسامحة، والتسامح يعني التخلص من الضغائن والأحقاد التي قد تكنها لنفسك عندما ترتكب خطأ فادحا.
• اقبل ضعفك ! فكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
• تب من خطئك، والتوبة لن تكون إلا بالتعلم من الخطأ وتجنب تكراره مرة أخرى.
• من حقك أن تخطئ ! لا تسمح لأي كان أن يسلب منك هذا الحق ويمنحك بدلا عنه الشعور بالذنب.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.