أثبتت عدد من الدراسات والأبحاث أن للصيام فوائد عدة فيما يتعلق بقدرة الجسم في الحفاظ على شبابه ومحاربة الشيخوخة وظهور أعراضها على سائر وظائفه وأعضائه.
في المقال التالي نستعرض فوائد الصيام في تأخير أعراض شيخوخة الجسم، وكيف من الممكن تحقيق أفضل النتائج المثبتة علمياً من خلال اتباع نظام غذائي صحي.
الصيام يقاوم الشيخوخة عبر حرق الدهون
توصل الخبراء إلى أن الجسم يستخدم خلال فترة الصيام مخازن الدهون الخاصة به كمصدر للطاقة.
هذا، وعادة ما توفر الوجبة الأخيرة في اليوم (السحور) طاقة كافية لتغذية الجسم لبضع ساعات، وبعدها يتم استخدام الطاقة المخزنة داخل الجسم فيما تبقى من ساعات الصيام.
وعند هذه النقطة بالذات، يتحول الجسم إلى حرق الدهون كمصدر للطاقة، لذلك يعتبر الصيام الأكثر فاعلية هو الذي يمتد إلى أكثر من 16 ساعة، لأنه يعطي الجسم وقتاً للانتقال إلى خاصية حرق الدهون.
الصيام يمنع تدهور الحمض النووي
يعيد الصيام تأسيس عملية التمثيل الغذائي، ما يجعل الجسم أكثر كفاءة في تكسير العناصر الغذائية وحرق السعرات الحرارية، كما أنه يبطئ من تدهور الحمض النووي، وهو ما يحدث عندما نتقدم في العمر.
وإلى جانب ذلك، يعمل الصيام على تسريع شفاء الحمض النووي، وبالتالي يبطئ عملية الشيخوخة.
هذا، ويزيد الصيام أيضاً من مستويات مضادات الأكسدة التي يمكن أن تساعد في منع تدهور خلايا الجسم وتلفها بواسطة الجذور الحرة، وهي جزيئات يمكن أن تسبب تلفاً وموتاً للخلايا.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يقلل الصيام من الالتهابات المزمنة التي تحدث مع تقدم العمر.
الصيام وتحسين الصحة الجسدية والعقلية
بحسب ما ورد في مجلة Nature للدراسات والأبحاث العلمية، فقد ثبت أن الصيام يحسن مستويات الكوليسترول عن طريق زيادة البروتين الدهني عالي الكثافة في الجسم (HDL)، أو الكوليسترول الجيد، مقابل خفض البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، المعروف بالكوليسترول السيئ.
وإلى جانب ذلك، يساعد الصيام على خفض ضغط الدم وتحسين التحكم في الجلوكوز وتقليل ترسب الدهون في الكبد، وهي التداعيات الصحية التي تُعجل من تقدم سن الجسم وعدم القدرة على مواكبة وظائفه مع تفاقم تداعيات الشيخوخة.
كما يمكن للصيام أيضاً أن يعزز حالة بكتيريا المعدة، والتي تسمى ميكروبيوم الأمعاء، والتي بدورها تلعب دوراً محورياً في تحسين الصحة الجسدية والعقلية على حدٍّ سواء، ما يبطئ من علامات الشيخوخة المرتبطة بصحة الذاكرة والقدرات الإدراكية وغيرها.
الصيام ليس كل شيء.. الغذاء الصحي أساسي
لا يمكن للصيام وحده أن يظهر نتائج فعالة في مكافحة الشيخوخة والحفاظ على نضارة الجسم ما لم تتم مرافقته بنظام غذائي صحي.
في هذا السياق، من المهم التركيز على استهلاك ما يكفي من البروتين لمنع أي نوع من فقدان العضلات أو انهيارها في ساعات الصيام الطويلة، لأنه خلال الصوم، يتعرض الناس لخطر فقدان البروتين عندما يستهلكه الجسم كمصدر للطاقة البديلة إذا لم يجد ما يكفي من مصادر الطعام.
وبشكل عام، يجب تناول أنواع مختلفة من البروتين أثناء كل وجبة، مثل البيض والدجاج والأسماك ولحم البقر أو البروتينات النباتية، مثل الفول والعدس.
هذا، ويحتاج الجسم أيضاً إلى توازن جيد من العناصر الغذائية الأخرى، بما في ذلك الفواكه والخضراوات ومصادر الكربوهيدرات الصحية، مثل الأرز البني وخبز القمح الكامل.