هذا المساء وعلى هامش أمسية فنّية بالمعهد الموسيقى بأكادير.. وجدت نفسي محاطا بمبدعين وفنانين أصدقاء من أبناء هذه المدينة.. لفت انتباهي هذه الجملة..بين صديقين :
(.. كنت أودّ أن أتّصل بك أثناء جولتك الفنية الأخيرة بمدينة نيوروك. قصد الإتيان لي بالجائزة التى حصلت عليها إحدى صوري هناك ضمن المسابقة المنظمة من طرف إحدى الصالونات العالمية هناك.. ووو)
قد تبدوا هذه اللقطة التواصلية عادية بين صديقين اقتسما جغرافية هذه المدينة..وهي تنبعث من الرّماد.. لكن الغير العادي أنهما استطاعا أن يوصلا هذا الانبعاث إلى الآخر وفي أقصى بقاعات العالم..
الغير العادي أيضا أن تكون مدينة نيوروك وفي لحظة واحدة تسوّق صورتها عبر أكبر المسارح العالمية ومقدم الوصلة الموسيقية يقدّم الفنان شاعر العود إدريس المالومي على أنه جاء من مدينة أكادير…
وفي مكان آخر هناك تعرض الصورة الفائزة في المسابقة العالمية تحت اسم الفنان الفوتوغرافي العالمي سعيد اوبراييم من أكادير المغرب..
أليس هذا انبعاثاً حقيقيّا للمدينة… بل وتميّزا وسط مدن الكون التى تتشابه في العمارات وناطحات السحاب..
أليس هذا تعريفأ بمدينتا وسط المئات من المسارح والقاعات بمختلف دول العالم والقارّات التى استقبلت ابن حيّ إحشاش إدريس المالومي وبكل الحضور الإبداعي الخلاق ايقاعاً بخلفيته العربية والامازيغية وبعمقها الإنساني الكوني..
أليست المدينة حاضرة وبقوة في أكثر من 200 صالون دولي وبمختلف القارات عبر هذه المشاركة المتميزة للفنان الفوتوغرافي العالمي سعيد أوبراييم وبقيمة الجوائز العالمية ورتبها..
ولو وسّعنا الرؤية أكثر لوجدنا أن الذين بصموا انبعاث المدينة حاضرن في ذاكرتها.. غائبون وللأسف في تظاهرتها بمناسبة الذكرى الستين لاعادة انبعاث المدينة….
هي بصمات راسخة لابناء أكادير وفي كلّ المجالات من السياسية إلى الرياضة.. كابن حي البطوار وهذا الإشعاع الأممي والدولي الدبلوماسي نور الدين بوشكوج.. ومن نفس الحيّ الاستاذ عبد اللْه الزكراني ممثل وزارة الخارجية بأكادير بعد تجربة قنصلية بالكونغو وغيرها..
في الشعر وبأكثر من ديوان حول أكادير كمدينة ومجتمع جاب بها مختلف التظاهرات الوطنية والدولية وبلغة موليير الاستاذ مصطفى حومير.. بمعية أكبر شعراء الحركة الأمازيغية محمّد واكرار…وغيرهم كثير في السينما والمسرح والتشكيل.. والسينوغرافيا.. لا يسمح المقال بذلك
لكن يسمح بالقول للمشرفين على التظاهرة ما لو جمعتم كل مبدعي المدينة وشخصياتها ذات الإشعاع وطنيا ودوليا في حفل استعراضيّ كبير تكريما لأبناء حي إحشاش تلبرجت فونتي البطوار والخيام… بانبعاث الإنسان فيها..( أما الحيوط الا رابو كلها ابني دار – الغيوان)
أليس لهذا الفكرة تأثير على طفولة وشبيبة هذه المدينة وهم يقفون عند نجاحات من أبناء مدينتهم وبما يقوّي اعتزاز الانتماء إليها.. مقابل البحث عن جدوى وأثر هذه السنفونية التى فاق عدد أفرادها مجموع الحاضرين لتلك الأمسية..
إنْ انبعاث أكادير لا يختزل فقط في بعض الأبنية والإعمار.. بل في انبعاث الأنسان نفسه وبفعالية إشعاعية وطنيّاً ودوليّاً..
وهو الغائب بالمرة في برنامج الذكرى 60.. حيث حضر كل شئ..
.إلاّ الإنسان وخاصة مبدعوا المدينة وقاماتها الاعتبارية الأخرى..
وما قيمة الإعمار بدون إبداع..أصلاً.. ما قيمة المدينة بدون مبدعين.
يوسف غريب