أطلق فاعلون مدنيون و اعلاميون و فنانون ما سموه “المبادرة المدنية لإنقاذ أكادير:57 سنة بعد الزلزال”.
واعتبر هؤلاء بان هذه المبادرة المدنية هي ثمرة غيرة صادقة من أبناء مدينة اكادير ، هدفها لفت انتباه الجميع لما تعانيه مدينة الانبعاث عاصمة سوس أكادير من إقصاء وتهميش ممنهج، رافعين شعار:”رسالتنا أنقذوا أكادير، أوقفوا الحصار الاقتصادي و الاجتماعي المفروض على هذه المدينة_ وسيلتنا النضال السلمي و الترافع لدى مختلف المعنيين و بشتى الوسائل”_
ودعا هؤلاء في أرضية المبادرة التي توصلت أكادير24 بنسخة منها، الجميع إلى الانخراط في مختلف المحطات و الأشكال النضالية التي سيتم تسطيرها في القريب العاجل.
وفيما يلي النص الكامل لأرضية المبادرة
أرضية المبادرة
أكادير
تعيش مدينة أكادير على و جه الخصوص و جهة سوس ماسة على العموم حالة عزلة و ركود و احتقان اقتصادي و اجتماعي و مؤسساتي يرخي بضلاله على السلم الاجتماعي بالمنطقة، وما الغاء المشاريع و ترحيلها من المدينة سوى النقطة التي أفاضت الكأس و استعجلت بإعلان حالة الموت السريري للمدينة، و هو ما خلق حالة من الشك و عدم الاطمئنان لدى المستثمرين بمختلف القطاعات الحيوية.
والمبادرة المدنية لإنقاذ أكادير و هي تستحضر الآثار الكارثية التي خلفتها السياسات المرتجلة و التوجهات الغير منصفة في حق ساكنة المنطقة من طرف مختلف المسؤولين و على رأسهم السلطات المركزية، هذه السياسات التي عصفت بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لكافة مكونات المدينة التي تعتبر قاطرة الجهة.
وتفاعلا مع نداءات و إنتظارات مواطني أكادير، وساكنة أكادير الكبير و الجهة بشكل عام، تعول المبادرة المدنية على الحراك المدني السلمي المؤطر، ليشكل مدخلا أساسيا للحد من تلك الآثار السلبية واصلاح الأعطاب المترتبة عن تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والقطع مع نهج إداري و سياسوي قوامه البهرجة والزيف والتضليل، وايقاف التراجع الخطير الذي تعانيه جميع القطاعات بالمدينة و بكل الجهة .
تتوفر منطقة أكادير على مؤهلات بشرية و اقتصادية واجتماعية وثقافية وغيرها، تؤهلها لتحقيق طموحات مواطني ومواطنات أكادير في التنمية المستدامة والعادلة، لم لا..؟وجهة سوس- ماسة- قد سجلت ، وفق آخر إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط، نموا يفوق المعدل الوطني بخصوص الناتج الداخلي الإجمالي لسنة 2013، وذلك ببلوغها 13.6 في المائة، فيما المعدل الوطني لا يتجاوز 6.3 في المائة فقط. وبهذا الرقم تكون جهتنا هي الثانية وطنيا بعد جهة دكالة- عبدة (18.8 في المائة) بخصوص الناتج الداخلي الإجمالي.
وعلى مستوى بنية الناتج الداخلي الإجمالي، فإن جهة سوس- ماسة تصنف ضمن الجهات الأربع التي خلقت نصف الثروة الوطنية ب 7.7 في المائة (51.2 في المائة)، أما على مستوى نفقات الاستهلاك النهائي للأسر، فإن مساهمة الجهات الأربع التي تخلق نصف الثروة الوطنية، تساهم بحوالي 47.2 في المائة من نفقات الاستهلاك النهائي للأسر، حيث تأتي جهة سوس- ماسة ثالثة بـ10.3 في المائة بعد جهة الدارالبيضاء الكبرى.
و بالتالي فيتبين بأن مدينتنا و جهتنا لا تستفيد مباشرة و كلية من مقدراتها و ثروتها التي توجه لاهتمامات و وجهات أخرى، و من أجل تحقيق هذا المبتغى فلابد من فرض حكامة و عدالة مجالية و توزيع عادل للثروة، وذلك وفق تصور شمولي يعتبر خصائص المجتمع المحلي والجهوي وحاجاته وإمكاناته و إكراهاته الموضوعية، ويعتمد مقاربة تشاركية وآليات تدبير و أجرأة محددة في الزمان والمكان.
إننا في المبادرة المدنية لإنقاذ أكادير مدركون لحجم الاكراهات والاختلالات التي تقف في طريق تنمية أكادير، كما أننا واعون بحجم الامكانات التي تزخر بها منطقتنا في جل القطاعات، لهذا نقدم لكل الغيورين على مدينتنا أرضية نضالية، نحن مقتنعون بها وملزمون بالدفاع عليها حتى تتبوأ منطقتنا المكانة اللائقة بها، و التي تستجيب لطموحات وتضحيات مواطنيها بكل فئاتهم، بعيدا عن التدافعات السياسوية و المصالح الضيقة.
فإرادتنا اليوم وغدا أن نجعل من أكادير قطبا حضاريا رائدا، وذلك من خلال الترافع بكل استماتة ووضوح لدى الجهات الرسمية للزيادة في الاستثمارات العمومية الموجهة لمنطقتنا و كذا تشجيع الاستثمار الخاص الجدي و حمايته من لوبيات الفساد و البيروقراطية الإدارية.
أهل أكادير
إن مكونات المبادرة المدنية لإنقاذ أكادير متشبثون بالدفاع بكل استماتة عن مطالب المدينة ومؤمنون بواقعتيها وإمكانية فرضها على المسؤولين، و منخرطون بالنضال بمختلف الوسائل السلمية في إطار الدستور و القوانين الجاري بها العمل و ذلك حتى رفع الحيف و الإقصاء على مدينتنا_ مدينة تسعى للانبعاث_ و هذا لن يتحقق إلا بتظافر جميع المبادرات الخلاقة و الصادقة بكل حرية و شجاعة حتى تستعيد أكادير مكانتها الريادية على الصعيد الوطني.
أخيرا
المبادرة المدنية لإنقاذ اكادير هي ثمرة غيرة صادقة من أبناء مدينة اكادير أسست من طرف فعاليات مدنية وإعلاميين و فنانين، هدفها لفت انتباه الجميع لما تعانيه مدينة الانبعاث عاصمة سوس أكادير من إقصاء وتهميش ممنهج، رسالتنا أنقذوا أكادير، أوقفوا الحصار الاقتصادي و الاجتماعي المفروض على هذه المدينة_ وسيلتنا النضال السلمي و الترافع لدى مختلف المعنيين و بشتى الوسائل_
إن المبادرة المدنية لإنقاذ أكادير تعلن للرأي العام الأكاديري خاصة و الوطني عامة، انفتاحها على كافة الفعاليات و الغيورين على مصير و مستقبل أكادير، و تدعو الجميع إلى الانخراط في مختلف المحطات و الأشكال النضالية التي سيتم تسطيرها في القريب العاجل.