في أعقاب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتزايد المخاوف في الأوساط الاقتصادية الأوروبية من التداعيات الاقتصادية التي قد تترتب على هذه العودة المثيرة للجدل.
تناولت وسائل الإعلام الفرنسية هذه القضية بكثير من القلق، محذرة من أن سياسة ترامب التجارية قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية في أوروبا، خاصة إذا أقدم على تنفيذ وعوده بفرض رسوم جمركية إضافية على السلع المستوردة.
خلال حملته الانتخابية، أثار ترامب مسألة فرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و20% على المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة، وهو ما اعتبره الاتحاد الأوروبي تهديدًا قد يُحدث أزمة اقتصادية كبيرة في القارة الأوروبية.
صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، على سبيل المثال، لفتت إلى أن هذه الزيادة ستشكل قفزة كبيرة مقارنةً بالمعدل الحالي البالغ 3.3% على السلع المستوردة.
ومع إعلان ترامب فوزه في الانتخابات، زادت المخاوف من أن هذه السياسة قد تصبح واقعًا ملموسًا، مما يزيد من التوترات التجارية ويضع أوروبا أمام تحديات اقتصادية خطيرة. تييري بريتون، المفوض الأوروبي السابق للسوق الداخلية، صرح بأن هذه الإجراءات قد تفضي إلى أزمة “قاتلة لأوروبا”.
وفي تحليل آخر، أوضح كريستيان دي بويسيو، أستاذ الاقتصاد بجامعة باريس الأولى، أن عودة ترامب لا تبشر بالخير لأوروبا، مشيرًا إلى أن الزيادة في الرسوم الجمركية ستشكل عبئًا كبيرًا على الاقتصادات الأوروبية.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، أن فوز ترامب قد يمثل نقطة تحول جذرية لأوروبا، مضيفًا أن هذه النتائج قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة في فرنسا، وانخفاض النمو الاقتصادي، وربما زيادة في معدلات التضخم نتيجة العجز المتوقع في الميزانية الأمريكية وتبني سياسات نقدية مختلفة.
كما كشفت صحيفة “بوليتيكو” أن الاتحاد الأوروبي وضع خطة للتعامل مع احتمال نشوب حرب تجارية مع الولايات المتحدة، تشمل فرض رسوم جمركية مضادة على الواردات الأمريكية إذا ما فشلت المفاوضات الرامية إلى تحسين التبادل التجاري بين الطرفين. في السياق ذاته، ذكرت “فايننشال تايمز” أن الاتحاد يعمل على تطوير استراتيجية متكاملة للرد على أي إجراءات أمريكية قد تؤثر سلبًا على المصالح الاقتصادية الأوروبية.
مع تزايد المخاوف، يبقى السؤال المطروح: كيف ستواجه أوروبا هذه التحديات الاقتصادية في ظل عودة ترامب ونهجه التجاري الحمائي؟ الإجابة ستعتمد على استعدادات الاتحاد الأوروبي وقدرته على التكيف مع التغيرات التي قد تحدث في الساحة التجارية العالمية.
المصدر: صحف أوروبية