عادت الاحتجاجات لشوارع كلميم بسبب ملف بوعيدة المثير للجدل اليوم الجمعة.
فقد خرج مناصرو مرشح حزب الاستقلال للانتخابات التشريعية بباب الصحراء للاحتجاج في شوارع كلميم، لليوم الثاني على التوالي، على خلفية ما اعتبره المحتجون “تزوير الانتخابات” بعدما أظهرت النتائج الأولية فوزه بمقعد برلماني، لكن الجهات الوصية أعلنت مرشح الأحرار أرجدال هو الفائز.
هذا، وأظهرت أشرطة فيديو نشرها نشطاء بكلميم، بخاصية البث المباشر بمواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجات في مناطق متفرقة من أحيا وشوارع مدينة كلميم، مرددين شعارات رافضة للنتائج النهائية التي أعلنت عنها السلطات المختصة، من قبيل: “بوعيدة ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح”، أصواتنا فين هي”.
في ذات السياق، دخلت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال على خط الأحداث التي واجهها مرشحو الحزب في دوائر متفرقة، كان أبرزها عبد الرحيم بوعيدة التي اندلعت بسبب مقعده احتجاجات كبيرة في مدينة كلميم تطورت إلى مواجهات بالحجارة مع القوات العمومية ومطاردات في شوارع كلميم، مازالت مستمرة لليوم الثاني تواليا.
وسجلت اللجنة التنفيذية للحزب أن “العمليات الانتخابية مرت على العموم في ظروف عادية ومقبولة، باستثناء بعض التجاوزات المحدودة التي وقعت في الانتخابات التشريعية، خصوصا في أقاليم كلميم، وبولمان، والمضيق الفنيدق”.
وأشار بلاغ حزب “الميزان”، إلى أن “مرشحيه سيسلكون في شأن هذه التجاوزات المساطر القانونية والقضائية ذات الصلة”، كما أرعبت “اللجنة التنفيذية للحزب عن تضامنها ودعمها لمرشحينا في هاته الأقاليم”.
واعتبرت اللجنة التنفيذية للهيئة السياسية نفسها، عن “اعتزازها الكبير بالنتائج التي وصفتها بـ”التاريخية” التي حققها حزب الاستقلال في هذه الانتخابات، بحصوله على 81 مقعدا في مجلس النواب”، مشيرة إلى أن “هذه النسبة ضاعفت تلك التي حصل عليها الحزب في انتخابات 2016، وذلك بزيادة 35 مقعدا، كما احتل الحزب المرتبة الثانية في الانتخابات الجهوية ب 144 مقعدا، والمرتبة الثالثة في الانتخابات الجماعية”.
كما أعرب الحزب عن ‘اعتزازه بالثقة الغالية التي وضعها المواطنات والمواطنون في حزب الاستقلال، وقدم خالص شكره وامتنانه لتجاوبهم الكبير مع برنامج ومرشحي الحزب، وتؤكد أن الحزب مطوق بأمانة هذه الثقة، ولن يدخر أي جهد في الدفاع عن قضايا المواطنين، وتنفيذ الالتزامات التي تعهد بها خلال الحملة الانتخابية”.
وأشاد الحزب “بنجاح بلادنا في تنظيم هذه الاستحقاقات الانتخابات في موعدها الدستوري، بالرغم من وجود ظرفية وبائية استثنائية، وفي ظل سياق اقليمي غير مستقر، وهو ما يبرهن مرة أخرى أن المغرب ماض في بناء نموذجه الديمقراطي بثبات، وأن انتصار الديمقراطية ببلادنا هي الجواب الأمثل على كل الحملات المسعورة التي تقودها بعض الجهات الخارجية، و التي تستهدف الوحدة الترابية لبلادنا و مؤسساتها ومصالحها العليا”.
ونوه التنظيم السياسي نفسه، بـ”المشاركة الوازنة والمعتبرة للمواطنات والمواطنين في هذه الانتخابات وبروح المواطنة العالية التي برهنوا عليها، وإصرارهم القوي على تعزيز وتوطيد الديمقراطية ببلادنا”، معتبرا ذلك “يؤشر على استرجاع الثقة في العمل السياسي، والرغبة في المساهمة في بناء مؤسسات منتخبة قوية وفاعلة”.
من جهة أخرى، أشاد الحزب، بـ”المشاركة المكثفة في الانتخابات في أقاليمنا الجنوبية، والتي تجسد روح التشبث بالثوابت الدستورية للمملكة المغربية، وبوحدة أراضيها، وبالخيار الديمقراطي ودولة المؤسسات والحريات والحقوق”.
أشارت الهيئة نفسها إلى اعتزازاها بما وصفته بـ”الحملة الانتخابية النظيفة والنوعية التي قام بها الحزب، باعتماده على التواصل المباشر مع المواطنين، وكذا عن طريق تعبئة جميع الدعامات التواصلية الرقمية والسمعية البصرية، ووسائل التواصل الاجتماعي قصد إيصال رسائل وأفكار وبرنامج الحزب للرأي العام”.
واكدت اللجنة التنفيذية، على أن “المرحلة المقبلة من حياة بلادنا تتطلب وجود حكومة قوية متضامنة ومنسجمة وقادرة على أجرأة النموذج التنموي الجديد على أرض الواقع وبكفاءة عالية، والقطيعة مع مسارات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، واستعادة الثقة في المؤسسات، وبعث الأمل في نفوس الشباب والنساء، وإنصاف العالم القروي، والمناطق الحدودية، والطبقة الوسطى وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، ومحاربة الفقر والهشاشة، بالإضافة إلى تعبئة الجبهة الداخلية وترصيدها لمواجهة التحديات الخارجية التي تواجهها بلادنا”.
ودعا حزب الاستقلال عبر لجنته التنفيذية، إلى “احترام اختيارات الناخبات و الناخبين عند تشكيل المجالس المنتخبة، على أن يكون تأليف هذه الاخيرة انعكاسا حقيقيا لمخرجات العملية الانتخابية، وذلك للحفاظ على مصداقية العملية الانتخابية وإعطائها مدلولها الديمقراطي الحقيقي، لكي تكون مسنودة بالشرعية الانتخابية والشعبية، وقادرة على الانخراط في دينامية التغيير الذي تنشده بلادنا”.