(.. الجزائر دولة عظمى إفريقيا وفي العالم واستشارتها في القضايا الإقليمية ضروري وحاسم )
هذا هو التصنيف الجديد للجزائر الجديدة الذي أخبرنا به الرئيس تبّون خلال عادته الشهرية مع وسائل إعلام بلده.. وهو إنجاز قياسيّ وغير مسبوق عالميّا باعتبار مدّة الإرتقاء من القوّة الضاربة إلى الدولة العظمى وفي سقف سنة تقريباً.. وبما يعني أن للجزائر القدرة والكفاءة لممارسة نفوذها على نطاق عالمي والمؤثرة بشكل قوي وحاسم وفعّال في السياسات الدولية وقراراتها الاستراتيجية..
ولذلك خاطب العالم من خلال صحافة بلاده البارحة بصوت جهوريّ وقبضة يد حديدية بأن ( النزاع في الصحراء الغربية قضية تصفية الإستعمار.. نقولها ونكررها)
وأعتقد أن هذه المرّة الرئيس تبّون يخاطب وبشكل تهديدي كل دول العالم وعليها ان تصحح أخطاءها قبل فوات الأوان..
لنترك هذه الاسطوانة التي تجاوزتها الأحداث والمواقف الدولية.. ونعود فقط إلى حالة هذا الرئيس قبل شهر تقريباً وهو في وضعية التمسكن والضعف أمام وزير خارجية أمريكا بل والتسول إليه من أجل توفير كميات من غبرة الحليب.. من جهة والشكاية بالمغرب وأطماعه التوسعية في التراب الجزائري منذ 1963 ووو
هذا الرئيس ونظامه العسكري حيّر العالم بهذه الأقنعة المستعملة حسب السياق والظروف والمكان.. حتّى أن نحّاث الجزائر حين أرادوا ان ينحثوا له تمثالاً بمتحف مدينة خنشلة الجزائرية أخرجوه لنا ككائن فضائي..
وفعلاً كان حدسهم الفني صائباً..لأنّه هو الوحيد القادر على قول الشيء ونقيضه في نفس اللحظة دون أن ينتابه اي شعور بالذنب.. ففي نظره المغرب بلد محتل توسعي وفي نفس الوقت لا مشكلة له مع جميع الدول العربية ومستعدون لحضور القمة المقبلة بالجزائر وعلى أعلى المستويات..
ولعلّ الإجابة تكمن في نظرة الصحفي الذي نظر إلى صديقه بعين الإستغراب والدهشة وبسؤال ضمني ( هل رئيسنا عاقل لذاته)..
هذا الكائن الفضائي نفسه اتهم جهة ما بسرقة دورة العاب البحر المتوسط بوهران صيف هذه السنة ظلما وعدوانا وفي ذات الوقت يصرح بأن الجزائر لم تكن قد احترمت كل التزاماتها اتجاه اللجنة المنظمة..
هذا الكائن الفضائي هو الوحيد الذي اعتبر الموقف الاسباني الأخير ذات الصلة بمغربية الصحراء بأنه موقف حكومي.. ولا علاقة له بالدولة الإسبانية.. دون أن يكلف نفسه عناء إعادة قراءة رسالة تشانسيز إلى العاهل المغربي متحدّثاً باسم الدولة الإسبانية.. ولا أن يقف أيضاً عند رسالة الإخبار إلى الأمم المتحدة
هذا الكائن الفضائي في دولة العسكر وقائد الدولة العظمى لم تستشره إسبانيا في قرارها.. ولم تخف على مصالحها الطاقوية معها لأنها بكل بساطة تعرف ان عظمة هذا البلد تكمن في بوكو كلام لا غير.. ولا وزن او تأثير لها.. بدليل أن تبّون نفسه طمأن إسبانيا بالحفاظ على توريد الغاز وفق الاتفاقيات التحفيزية السابقة لأنه خائف من تجميد ارصدة أغلبية الجنيرالات باسبانيا آخرها توفيق نزار وشنقريحة وعائلاتهم حسب ما جاء في ج البايس الإسبانية اليوم..
هي الجزائر العظمى التي لم تنتبه إلى هذه الأرقام بالمرة
فمن بين 120 دولة عضو في حركة عدم الانحياز، و56 دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي و22 دولة عضو في جامعة الدول العربية، وحدها الجزائر عارضت الإشارة إلى لجنة القدس في بياناتها
للأسف الشديد لم تصل عظمة هذه الدولة إلى كل هذا النسيج الدولي ولم ينضبطوا لترهات ممثلها.. بل تعاطفاً مع بؤسه فسحوا له المجال بمغادرة القاعة.. وبالكثير من العطف والشفقة
وفي نفس السياق سينظم بالمغرب يوم 11 ماي المقبل اللقاء الوزاري للتحالف الدولي المناهض لتنظيم “داعش”، وهو الاجتماع الذي سيكون أبرز المشاركين فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن،
هو التحالف الذي يضم 84 دولة من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان وتركيا والسعودية والإمارات وقطر ومصر، إلى جانب عدة منظمات، أبرزها الاتحاد الأوروبي والإنتربول وحلف شمال الأطلسي وجامعة الدول العربية وتجمع دول الساحل والصحراء.
هذا التجمع الأخير هو العمق الاستراتيجي للدولة العظمى التي تمّ تغييبها في هذا التحالف لسبب بسيط.. هو أن النظام الجزائري وبجنيرالاته مهد الإرهاب في المنطقة..هي الحقيقة الوحيدة التي تثار كلما ذكرت هذه العصابة بالجارة الشرقية
أمّا رمز رئاستهم.. الكائن الفضائي قد رفع عنه المنطق البشري بشكل نهائيّ
يوسف غريب