يتابع حارسا أمن خاص وممرض متقاعد بمستشفى الاختصاصات التابع للمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، في حالة اعتقال، وذلك على خلفية تورطهم في إجراء عملية جراحية لمريض من أجل إزالة “الجلالة”، الأمر الذي تسبب له في الإصابة بالعمى.
وحسب ما أوردته جريدة “الصباح” في عددها ليوم الثلاثاء 2 يناير 2024، فإن المتابعين على ذمة هذا الملف سيمثلون في 15 من الشهر الجاري أمام قضاة غرفة الجنايات الابتدائية بالرباط، بعدما تقرر الاحتفاظ بهم رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن “تامسنا”، بسبب خطورة الأفعال الجرمية المنسوبة إليهم.
ووفقا لذات المصدر، فقد تم تكييف المتابعة بالنسبة للمرض المتقاعد إلى “الإيذاء العمدي نتجت عنه عاهة مستديمة وانتحال صفة ينظمها القانون (طبيب جراح) والارتشاء”، فيما توبع الحارسان بجرائم “المشاركة في الإيذاء الناتجة عنه عاهة، والمشاركة في انتحال صفة طبيب والارتشاء”.
وتفجرت هذه القضية بعدما تأكدت إصابة المريض الضحية بالعمى، إذ لم يعد قادرا على النظر بعينه اليمنى، ليقرر وضع شكاية لدى النيابة العامة للمطالبة بفتح تحقيق مع الممرض الذي أجرى له عملية جراحية، والذي كان يعتقد أنه طبيب عيون.
هذا، وقد أناطت النيابة العامة البحث التمهيدي بالفرقة الحضرية للشرطة القضائية بمنطقة أمن حسان أكدال، بعد الاستماع لأقوال الضحية، والذي أكد أن إدارة مستشفى ابن سينا منحته موعدا بعيدا لإجراء العملية على العين، قبل أن يلتقي بالحارسين إثر خروجه محبطا من المستشفى ويحكي لهما قصته، حيث وعداه بالاتصال بأحد معارفهما داخل مستعجلات المؤسسة الصحية المذكورة كي يتوسط له للتعجيل بإجراء عملية إزالة “الجلالة”.
وأكد الضحية أن المعنيين بالأمر اتصلا به في اليوم الموالي، حيث حددا له موعد الجراحة ومكانها، مؤكدين له أن الشخص الذي سيجري له العملية طبيب جراح، فيما تمت مطالبته بأداء مبالغ مالية، لكل شخص، مقابل الخدمة، وهو الأمر الذي امتثل له قبل العملية.
وبعد مرور شهر على النازلة، تأكد للمريض فقدانه البصر في عينه اليمنى بشكل كلي، وهو ما قرر على إثره اللجوء إلى القضاء من أجل إنصافه، فيما نفا الممرض المتقاعد ورجلا الأمن الخاص، خلال استدعائهم للتحقيق، صلتهم بالعملية التي تسببت في إصابته بالعمى، كما نفوا تسلمهم أية مبالغ مالية منه.