يخطط مجموعة من علماء الفضاء لتشييد بنايات ومنصات هبوط على القمر، استعانة بتقنيات متطورة ومبتكرة.
وحسب ما أوردته مجلة “نيوزويك” (Newsweek) الأميركية، في تقرير للكاتب مايكل لايديخ، فإن هؤلاء العلماء يخططون لتحويل الغبار الموجود على سطح القمر إلى مادة خام، يمكن بعد ذلك تحويلها إلى مواد صالحة للبناء بواسطة طابعات ثلاثية الأبعاد.
وكشفت المجلة أن هذا المشروع الذي يحمل اسم “مونرايز” (Moonrise) تعكف على تنفيذه مجموعة من العلماء في ألمانيا من “مركز هانوفر لليزر”، و”كلية برلين التقنية”، حيث حققت التجارب التي نفذت على الأرض نجاحا ملحوظا، والآن يستعد الخبراء لتكرار التجربة نفسها عبر رحلة إلى سطح القمر.
وحسب كاتب المقال، فإن العلماء المشرفين على هذه التجارب يثقون في إمكانية تذويب الغبار القمري بأشعة ليزر خاصة، ومن تم تحويله إلى مواد خام صالحة للاستخدام عبر تقنيات ثلاثية الأبعاد، لتشييد المباني والطرقات ومنصات الهبوط.
ويؤكد الباحثون أيضا أن هذا هو البديل الأنسب بما أن نقل هذه المواد إلى الفضاء خيار مكلف جدا، حيث إن “نقل كيلوغرام واحد من مواد البناء من الأرض إلى القمر يكلف ما يصل إلى مليون دولار، وهي كلفة باهظة جدا”.
ووفقا لمدير مشروع “مونرايز”، الباحث يورغ نيومان، فإن “الصخور القمرية التي سيتم تذويبها متوفرة بكثرة على سطح القمر، ويمكن استخدامها كمواد خام لإنجاز بنية تحتية، وذلك من خلال إنشاء مواقع بناء على عين المكان، وإنجاز البنية التحتية بأقل كلفة”.
ولفت ذات المتحدث إلى أن “مجموعة أولى من العلماء ستتجه إلى سطح القمر من أجل جمع الغبار الذي سيتم تذويبه بأشعة الليزر، ثم يقوم الباحثون في الأرض بتحليله باستخدام منظومة ذكاء اصطناعي، لتحديد المواقع والغبار الذي سيتم استخدامه في البناء، مع مراقبة الجودة خلال هذه العملية برمتها”.
وأضاف نيومان أن “معدات تفتيت الصخور القمرية سوف تتناسب مع عملية الهبوط على القمر، ولكن يبقى التحدي الحقيقي هو كيفية تطوير الذكاء الاصطناعي على الأرض ليكون قادرا مسبقا على التعامل مع بيئة مختلفة تماما في سطح القمر”.
ولتجاوز هذا التحدي، “يعكف العلماء على تجهيز مختبر جديد في جامعة برلين للتقنية يحاكي الظروف الموجودة على سطح القمر من حيث التضاريس والإضاءة والمشاهد، وذلك من أجل تدريب الذكاء الاصطناعي”، وفقا للمتحدث نفسه.
وخلص مدير مشروع “مونرايز” إلى أن “نجاح هذه المهمة سيكون عاملا حاسما في تطور وإنجاح عمليات استكشاف الفضاء بشكل عام”.
وتجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن يستمر مشروع “مونرايز” لمدة 3 سنوات بتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للاقتصاد والعمل المناخي بمبلغ يقدر ب 4.75 ملايين يورو، ومن المقرر أن تعطى انطلاقته عام 2024.