استطاع العديد من المشاهير سواء في مجال الأعمال أو الفن أو غيره، أن يحفروا أسماءهم من خلال ما قدموه في مسيرتهم من أعمال حسنة ومبادرات خيرية وطريقة تعاملهم التي تتسم بالتواضع.
وعلى النقيض من ذلك، يوجد عدد من هؤلاء المشاهير رغم تحقيقهم لشهرة واسعة وإيصال إنجازاتهم إلى مختلف محبيهم على مستوى العالم، غير أنهم فشلوا في أن يكونوا مثالا يحتذى به.
وكما هو معروف فأينما وُجد الطالح وُجد الصالح، حيث نجح عدد من المشاهير أن يغيروا العالم بعلمهم ومعرفتهم، ناهيك عن تواضعهم في تعاطيهم مع مختلف المواضيع والتي تتخذ في أغلب الأحيان طابعا اجتماعيا.
ومن أبرز ممن استطاع تغيير العالم بعمله وتواضعه، نجد الأمريكي بيل غيتس، مؤسس شركة “مايكروسوفت” العملاقة الذي يتربع على عرش أثرى أثرياء العالم.
بيل غيتس..الأمريكي المتواضع والمساعد للفقراء
نجح مؤسس شركة “مايكروسوفت”، بتواضعه وحبه لمساعدة الخير، في جعل اسمه من بين أهم الشخصيات العالمية التي تحظى بالاحترام، لكونه سخر ثروته التي تعب في جمعها، للفقراء والمحتاجين.
غيتس الأب لثلاثة أبناء، حبه لمساعدة الفقراء جعله يتبرع بأمواله لصالح العمل الخيري العام، بدلا من توريثها لأبنائه، وهو القرار الذي لقي ترحيبا من طرف أسرته الصغيرة.
تربع غيتش على قائمة أغنى أغنياء العالم وإحداثه لثورة تكنولوجية من خلال شركته، لم يجعله متعاليا ولم تغير الثروة شيئا من حياته. شأنه شأن الراحل ستيف جوبز صاحب أكبر الشركات المصنعة للحواسيب وأجهزة الهاتف في العالم، والذي كان يعد شخصية استثنائية في عالم النجاح والتطوير.
ستيف جوبز..العبقري الذي غير العالم
في الوقت الذي يظل فيه المشاهير يتنقلون من محل إلى آخر لشراء آخر صيحات الموضة، كان جوبز، يظهر في لباس متكرر، عبارة عن سروال جينز أزرق وسترة سوداء وحذاء رياضي عادي. سواء أكان في اجتماع رسمي أو مؤتمر صحافي.
ما كان يهم ستيف هو تركيزه على عمله، بحيث لم يكن له الوقت الكافي للتفكير في تغيير ملابسه والبحث عن ما جد فيها، وذلك لأنه كان يجد راحته في اللباس اليومي الذي كان يرتديه، ولم يكن يبالي ما إذا كان الناس سيرونه بنفس اللباس أو لا، كان الأهم عنده هو أن يقدم شيئا ينفع الآخرين ويحدث طفرة نوعية في مجال التكنولوجيا.
و من أشهر مقولات ستيف: “لا يهمني أن أكون أغنى رجل في العالم، بقدر ما يهمني أن أعود للفراش في المساء وقد فعلت شيئا رائعا،أنا فخور جدا بالأشياء الكثيرة التي أنجزتها”. ما يعني أن ستيف كان يهتم أكثر بما يعطي وما سيستفيد منه الآخرون، وخير دليل على ذلك فإنه حتى بعد وفاته سنة 2011، لا تزال شركة “آبرل” رائد التكنولوجيا الحديثة.
وغير بعيد عن جوبز، نجد مؤسس موقع “فيسبوك”، مارك زوكربرغ،الذي يبدو في الغالب بقميص عادي قصير بلون رمادي مع سروال جينز. ولدى سؤاله عن سبب التشبث بلباس واحد تقريبا، أجاب بأنه حريص على أن يمنح وقته للقرارات التي تخدم الناس، لا أن يحتار ماذا سيرتدي كل يوم.
مارك زوكربرغ..والتبرع لصالح الأعمال الخيرية
كثيرون ممن يتوفرون على ثروة طائلة، لا يتصدقون بجزء منها على الفقراء ويكتفون بتبذيرها في أشياء لا فائدة منها، عكس مؤسس فيسبوك، الذي اختار باتفاق مع زوجته؛ التبرع بـ 99 بالمائة من ثروتهما التي تبلغ نحو 45 مليار دولار، وذلك لفائدة مؤسسة خيرية.
وجود مارك على رأس الموقع الاجتماعي الأكثر تداولا على مستوى العالم، لم يمنعه من الالتفات إلى الفقراء والمحتاجين، ما جعله يخصص جزءا من ثروته لصالحهم من أجل العلاج من الأمراض المستعصية.
غيتس وجوبز ومارك هم جزء من الكل من مجموعة من المشاهير الذين يملكون ثروة تقدر بملايير الدولارات،الذين قدموا اختراعات ساهمت في إحداث ثورة قي مجال التكنولوجيا، وهو الشيء الذي لم يمنعهم من إظهار تواضعهم في التعاطي مع مختلف المواضيع، ولم يجعلهم تملكم للثروة مغرورين.
وعلى عكس من هؤلاء الذين غيروا حياة العالم بمعرفتهم، يوجد آخرون مهووسون بالموضة وما يهمهم هو إظهار عظمتهم وتفاخرهم بثروتهم، دون تقديم أي شيء يُستفاد منه، خاصة المغنيين منهم والراقصين،-اللهم تقليدهم في ملابسهم وتسريحات شعرهم وترديد أغانيهم-.
ويأتي على قائمة هؤلاء المشاهير، المغني المصر يعمرو دياب، الذي حصد شهرة واسعة وثروة تفوق 42 مليون دولار حصل عليها من خلال ألبوماته الغنائية التي حققت مبيعات هائلة وتُرجمت كثيرا من أغانيه إلى عدد من اللغات.
وعلى الرغم من امتلاكه لثروة كبيرة، لم يُعرف عن دياب تبرعه أو مساعدته للمحتاجين مثل ما فعل غيتس أو مارك، وإن كانت أغانيه لا تقدم في محتواها أي ظاهرة اجتماعية أو غيره مما من شأنه أن يمنح إضافة للبشرية، فيما تجد الكثيرين مهووس بترديد أغانيه وتقليد طريقة ارتداء الملابس. وليس عمرو دياب وحده ممن يتوفر على ثروة من شأن التبرع بجزء منها أن ساعد الفقراء، فالمغنية هيفاء وهبي هي الأخرى لم تقدم أي شيء في مسيرتها الفنيية يعود بالنفع على الآخرين.
هيفاء وهبي..وهوسها بالملابس والمجوهرات
هيفاء وهبي كغيرها من المشاهيير المهووسين بإظهار جمالهم الخارجي، والتباهي بشراء الملابس من أفخم المحلات، وكذا الأكسسوارات الغالية، وذلك لتجعل من نفسها مميزة، وهو التميز الذي لم نلحظه في أي عمل خيري قامت به أو بادرة حسنة تلتفت من خلالها للمحتاجين.
حب هيفاء للملابس والمجوهرات وإن جعلا منها مغنية مشهورة من الناحية الجمالية، فذلك لم يزدها شيئا في حياتها، ناهيك عن أغانيها المثيرة للجدل والتي تحتوي بين طياتها مواضيع لا قيمة لها وتعمد إلى استعمال إيحاءات وإظهار مفاتن جسدها.
هيفاء وهبي ليست وحدها المهووسة بالملابس إلى حد الجنون، فيوجد مغني البوب جاستين بيبر الذي يملك ثروة هائلة على الرغم من صغر سنه، وحقق شهرة واسعة من خلال أغانيه التي يتفاخر فيها بملابسه وحرماته التي أصبح أغلب مستمعيه يقلدونها.
جاستين بيبر ..فتى الأزياء الغريبة
يحرص بيبر على الظهور في أبهى حلة عند أداء أغانيه، من خلال ارتداء ما جادت به الموضة التي يخسر ملايير الدولارات في سبيل شراء سروال أو قميص لم يسبق لأحد أن ارتداه قبلا، جاعلا جيلا من الشباب يبحثون عن الوسائل التي تمكنهم من تقليده وإن كان بسرقة الآخرين لشراء ولو قبعة تسبه قبة المغني المذكور.
امتلاكه هو الآخر للثروة لم يجعله يتبرع منها للفقراء كسابقيه، بقدر ما يهمه تبذير تلك الأموال في التسوق وشراء آخر صيحات الموضة، وذلك طبعا لوجود الوقت الذي لا يتوفر عند مارك ولم يكن يتوفر لدى جوبز.
وغير بعيد عن بيبر، فحتى المغنية المغربية دنيا بطما، استطاعت في سنوات قليلة أن تحصل على ثروة كبيرة، والتي تخسر أغلبها في التبضع وشراء الملابس الفاخرة، لا لشيء سوى لتتباهى على منافساتها في المجال الغنائي، وهو ما أصبح دارجا بين جل المغنيين الذين لا يفوتون فرصة للتفاخر بما يملكون.
دنيا بطما..المغنية المهووسة بنشر صور ملابسها
المتتبع للمغنية المغربية المذكورة، يرى أن كل صورها التي تنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث عن جديدها في الموضة وشكل هاتفها ونوع السيارة أو الطائرة التي تملكها، إلى أن أصبحت تتلقى الانتقادات في التمادي في إظاهر فخامة ما تشتريه.
وما يعيب عن المغنية بطما أنها وإن حققت شهرة هي الأخرى، إلا أنها لم تهتم أو تعبر عن اهتمامها بالجمعيات الخيرية أو التبرع لصالح الفقراء، مثب ما تفعل الممثلة الأمريكية، أنجولينا جولي، التي عرفت بأعمالها الخيرية في كل دول العالم التي يسود فيها الفقر والمجاعة خاصة الأطفال في صفوف الأطفال.