قد لا يحتاج إلى استخراج رسم ميلاده بإحدى مكاتب الحالة المدنية بالمدينة… إذ يكفيه العودة إلى قلبه كي يجد أكادير – أوفلاّ حتى حدود المدينة شرقاً قد إمتدّت على طول شرايين هذا الفؤاد الذى لا يملّ في تلبية دعوة فريقها غزالة سوس كلّما انفضّ عليها الجميع..
هو قلب العاشق لهذه الغزالة قبل أن يكون عقدة عمل..
وكيف لمدرب ان يقبل العمل في مثل ظروفه وبوضعية النادي المتأزمة مؤخراً لو لم يكن عاشقاً ومحبّاً للمدينة من خلال رمزه الرياضي..
كيف لمدرب أن يقبل العودة بعد خيانات تعرض لها خلال تعاقدات تدريبية سابقة لو لم يكن إبن البلد..
نعم ابن البلد الحقيقي الذي ترك كل ذلك وراءه.. وانتفض من أجل إنقاذ الفريق لا غير
وعاد.. بعودة الحياة والبسمة إلى أنصار وجماهير غزالة سوس
عادت الإنتصارات خارج المدينة بعد سلسلة هزائم داخل ملعب أدرار..
عاد العاشق عبد الهادي السكتيوي.. قبل لقب الكوتش..
عفواً..
لقد عادوا إليه بعد انسداد كل الإختيارات..
ولم يرفض.. رغم ذاك السواد الكثيف الذي غلّف تجارب سابقة.
وأنّى له ان يرفض..
وهو ابن البلد وعاشق الغزالة فحسب بل العودة أيضاً إلى إطار وطني له من المؤهلات المعرفية والأكاديمية ذات التخصص.. إذ يعتبر الكوتش عبد الهادي السكتيوي خريج أكبر المعاهد الدولية بهولندا وبدبلوم يمزج بين المهارات التقنية والكفايات التواصلية وأسلوب التفاعل الإجتماعي مع المحيط.
دبلوم وبهذه الخصوصية – وحسب العارفين – كلّف إطارنا ماقيمة شقّة بالمدينة ومن ماله الخاص..
هي طرفي المعادلة التي أنعشت روح غزالة سوس تحت قيادة مدرب كفء بقلب عاشق..
هو اسم على مسمّى..
يعبد الهادي.. ويسكت.
أليس العمل بإيمان وعشق.. عبادة
بدراية وإتقان… هداية
بتواضع المتصوفة حين يتحوّل الصمت عندهم إلى لغة وسط محيط مليء بالضجيج والصراخ.. وأليات الهدم والتشكيك..
هي خاصيّة المثقف أيضا.. وهو العاشق للكتب والمتاحف وزيارات المعارض..
هو الوعى بالمكان.. وبلغة البلدة والمدينة أن يسمّي أحد أبنائه باسم أمازيغي ( أنير)
لذلك حين عاد هذه المرة إلى معشوقته.. عاد كي يقول للجميع.. كل الجميع بأنّه حان الوقت لوقف هذه الثرثرة والكولسة وصراع الديكة من أجل إعطاء كل الوقت للعمل والفعل..
من أجل الغزالة..
نادي المدينة.. ووسط المملكة.. وسوس عامة.
باسم كل عشاق المدينة والفريق نرفع قبعتنا احتراما لكم أيها القائد الخلوق.. مردّدين عبارات الشكر والتقدير
يوسف غريب