أدانت إبتدائية أكادير ” أمينة ح ” بشهرين حبسا نافذا وغرامة نافذة 500 درهم ، إثر تورطها في جنح النصب والتسول والتزوير في وثيقة إدارية وأستعمالها .
إقتاد الشرطي أمينة نحو سيارة في ملكية إدارة السجون والتي ستقلها لسجن أيت ملول ، ولم تكثرت لتحايا أفراد من العائلة والأقرباء كانو يترقبون خروجها من الباب الخلفي للمحكمة حيث يتم إخراج الموقوفين الذين سيودعون السجن ، وكانت المسكينة مهمومة تردد فقط ، يالغدر الزمان .
أمينة إبنة مدينة خريبكة ذات الأربع والأربعين ربيعا ، وجدت نفسها عرضة للشارع بعد تجربة زواج فاشلة لم تجني منها غير طفلين تنكر لهما طليقها و، تحملت لوحدها عناء تربيتهما وتوفير لقمة العيش لهما .
إتصلت أمينة بكل الشركات الموجودة بخريبكة وكذلك إدارة الفوسفاط من أجل عمل يضمن لها قوت يوم طفليها لكنها لم تفلح ، وقررت كغيرها من نساء خريبكة الفقيرات أن تهاجر في أرض الله الواسعة ، علها تجد عملا شريفا يضمن لقمة العيش لها ولطفليها ، ولم تكن الوجهة غير مدينة أكادير التي حلت بها لتحدو حدو ” خريبكيات مستورات ” بعضهن يعمل في معامل التصبير والأخريات يعملن في الضيعات الزراعية .
خاب أمل أمينة في إيجاد عمل بمنطقة سوس خاصة وأنها حلت بأكادير في الوقت الذي يتوقف فيه العمل بمعامل التصبير وفي الوقت الذي يلجأ فيه المزارعون لتقليص اليد العاملة .
الغربة و”الشوماج” وغلاء المعيشة بأكادير لم تؤرق فقط أمينة بل دفعتها لتزاحم اللاجئيين السوريين في بعض المدارات الطرقية بأحياء الهدى والسلام وغيرها ، وتمد مثلهم يدها للمارة ومع ذلك لم يكن المردود كافيا لتوفير حاجياتها وحاجيات طفليها ، ورغم ذلك وفي غياب بديل بقيت لعدة شهور تتسول ، وحز في نفسها ماتراه من تحيز تام لجل المارة للاجئيين السوريين والمهاجرين الأفارقة على حساب المتسولين المغاربة .
في كل مدارات المدينة كانت أمينة تلاحظ أن نسبة هامة من المغاربة تكتفي ب ” إكرام ” السوري والإفريقي وناذرا مايكرمون المتسول المغربي ، وحتى في حالة إكرامه تكون ” الصدقة ” زهيدة لاتفي بالغرض .
في المدارات الطرقية لمدينة أكادير ربطت أمينة علاقة صداقة بالعديد من السوريين والأفارقة من دول جنوب الصحراء ، وحكت لهم عن معاناتها ، ولم تخفي غيرتها وإحساسها بالحكرة حين ترى إخوانها المغاربة ” يفضلون ” الأجانب على الفقراء والمساكين من أبناء جلدتهم ، وعلى سبيل المزاح إقترح عليها بعضهم إنتحال صفة متسولة سورية أو إفريقية .
عندما رجعت أمينة إلى بيتها إستعرضت شريط يومها الذي قضته مع الأفارقة والسوريين في مدارة الهدى ، وحتى إن كان إقتراح بعضهم عليها إنتحال صفة متسولة أجنبية مجرد مزحة إلا أنها قررت خوض هذه التجربة بإنتحال صفة لاجئة سورية ، وساعدتها صديقة سورية تعرفت عليها بمدينة أكادير بعد أن منحتها جواز سفر سوري والصقت فيه صورتها ، ولمدة شهرين كانت تختلط مع السوريين بمدينيتي أكادير ومراكش حيث تشهر جواز سفرها ، إلى أن بلغ بها “مخبر ” من اللاجئيين السوريين وأوقفتها شرطة مدينة أكادير ، التي أحالتها على العدالة .
التي زاحمت اللاجئيين السوريين في المدارات الطرقية بأكادير
عبدالواحدرشيد أكادير