من المحتمل أن تنزل ضربة جديدة كالصاعقة على القطاع السياحي بأكادير من بوابة أكبر عجلة دوارة بإفريقيا، بعد القرار الذي قد يتخذه المستثمر الايطالي “برون أليكزاندر” صاحب المشروع، بنقل العجلة إلى مراكش بداعي الدينامية التي تعرفها عاصمة النخيل سياحيا، وأيضا بسبب الإكراهات المالية التي يعاني منها بسبب عدم أدائه للمستحقات الذي بذمته لفائدة بلدية أكادير،و المقدرة ب: 100 مليون سنويا.
هذا، و طالب غيورون على المدينة بتدخل الجهات الوصية للحيلولة دون نقل هذه العجلة/المشروع الترفيهي إلى مكان آخر، مع تسوية الوضعية العالقة لهذا المستثمر، خصوصا لما لها من أهمية في تنشيط الحركية السياحية بالمدينة، و تميز شكلها الجمالي الجذاب خصوصا بالليل.
هذا، و يعتبر هذا المشروع الترفيهي، الذي أقيم على بعد 25 مترا من شاطئ أكادير، فريدا من نوعه، ليس على الصعيد الوطني وحسب، ولكن على صعيد كامل إفريقيا..
ويبلغ ارتفاع هذه العجلة الدوارة 50 مترا ومجهزة بـ27 كرسيا بسعة 6 أشخاص للكرسي الواحد، و أقيم هذا المشروع الترفيهي بمبادرة من مستثمر إيطالي يدعى برون أليكزاندر، الذي صنع أجزاء العجلة في إيطاليا قبل نقلها عبر 16 حاوية ضخمة إلى ميناء مدينة الدار البيضاء.
و يستقطب الفضاء الترفيهي الذي أقيم فيه المشروع، الآلاف من الزبناء المغاربة والأجانب المقيمين بأكادير أو الذين يتوافدون عليها للسياحة والاستجمام.
وأسندت مهمة تصميم وبناء العجلة الترفيهية الكبرى لأكادير إلى كبار المتخصصين في هذا النوع من العجلات، من بينهم عائلة “إيفاني” الإيطالية ذات الخبرة العالمية في صنع مثل هذه العجلات، كما شاركت في هذا العمل عدة ورشات بأكادير متخصصة في تلحيم وتطويع المعادن والتي جندت أمهر صانعيها وحرفييها للمشاركة في هذا العمل الذي سخرت له تقنيات وتكنولوجيا متطورة.
وتتميز العجلة الدوارة لأكادير بأقصى دراجات السلامة والآمان، حيث تم استعمال تقتيات الحاسوب لتتبع مختلف مراحل إخراج العجلة للوجود، والتي تطلب إنجازها ستة أشهر من العمل المتواصل والدؤوب.
إلى ذلك، تتمتع عجلة أكادير باحترام المعايير الأروبية المعمول بها في صناعة العجلات الترفيهية، فهي مقاومة لهبوب الرياح القوية وحاصلة على شهادة TUV ذات التصديق من الاتحاد الأروبي، حيث أشرف على مراقبة تصنيعها وتركيبها أحد الخبراء الألمان، علما أن المراقبة لم تقتصر على جودة المعادن التي تدخل في صناعة العجلة ولكن شملت جودة التلحيم التي استعملت لمراقبته أحدث التقنيات.
يذكر أن هذه العجلة العملاقة، التي تعتبر الـ 88 من نوعها في العالم وتطلب الاستثمار فيها الملايين من الأورو، كانت موجهة للإقامة بمدينة مراكش قبل أن يتم تحويل وجهتها بالصدفة نحو مدينة أكادير، حيث تم استقطاب المشروع بدعم من ولاية أكادير والمجلس الجهوي للسياحة، فضلا عن المجلس الجماعي لأكادير.
و يوفر المشروع، 80 منصب شغل، وحدد سعر التذكرة في 40 درهما للكبار و20 درهما للأطفال، وذلك للرحلة الواحدة عبر هذه العجلة والتي تصل إلى 12 دققية، ما يعادل خمسة إلى ستة دورات في كل رحلة.
هذا وتم اختراع العجلة الدوارة، اللعبة الأكثر شهرة في العالم، من طرف المهندس الميكانيكي الأميركي جورج فيريس، والذي ولد في 14 فبراير من عام 1859 في مدينة جيلسبرج بولاية إلينوي الأميركية، وتوفي متأثرا بحمى التيفوئيد في 22 نوفمبر 1896، وكان جورج فيريس قد صمم في العام 1891م عجلة فيريس، وسرعان ما تم الانتهاء من المشروع وافتتاح العجلة أمام الجمهور في 21 يونيو 1893 في المعرض الكولومبي الذي عقد في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكي.، وبلغ قطر عجلة فيريس 76م وبها 36 قاطرة، تتسع كل واحدة منها لستين شخصاً، و استعملت عجلة فيريس في معرض لويزيانا للمبيعات في سانت لويس في ولاية ميسوري بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1904م.