حذرت صحف عالمية من أن المواجهة بين بكين وواشنطن أصبحت حتمية، داعية دول العالم إلى الاستعداد لها كما يجب، لتجنب السقوط في تداعيات مهولة، كما حدث بالنسبة لحرب روسيا وأوكرانيا.
ووفقا لصحيفة L’Obs الفرنسية وLe Temps السويسرية، فإن التوتر المتصاعد بين بكين وواشنطن لا ينذر بخير، وهو ما جعل دولا عدة تتخذ خطوات استباقية لدرء الخطر المحتمل.
سباق التسلح
شهدت آسيا خلال السنوات الأخيرة سباق تسلح غير مسبوق، حيث قررت اليابان، بدافع التهديد المتزايد الذي تمثله الصين وكوريا الشمالية، مضاعفة إنفاقها العسكري على مدى السنوات الخمس المقبلة.
أما كوريا الجنوبية، فقد بدأت تخطط للحصول على القنبلة الذرية، وهو ما سيجعلها مضطرة للانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي صادقت عليها عام 1975، محتجة بإعلان بيونغ يانغ عن استخدام محتمل للأسلحة النووية ضدها.
ومن جهة أخرى، يتواصل النمو السريع للترسانة الذرية الصينية، فيما مددت تايوان مدة الخدمة العسكرية الإجبارية من 4 أشهر إلى سنة، لأن “الخدمة العسكرية الحالية ليست كافية للاستجابة للوضع المتغير باستمرار وسريع”، حسب تصريحات الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون.
وفي مقابل ذلك، تعمل دول آسيوية أخرى على زيادة إنفاقها العسكري على ضوء التهديد الصيني، إذ قررت إندونيسيا مؤخرا الحصول على طائرات “رافال” الفرنسية، كما تخطط لشراء طائرات “إف-35” الأميركية وصواريخ هندية فلبينية أسرع من الصوت.
تجاذبات ثنائية تنذر بحرب متعددة الجبهات
أوضح ليونيل فاتون، الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية بجامعة ويبستر في جنيف، أن هناك قلقا يابانيا متزايدا تجاه الصين ينبع من التطور الهائل للقوات العسكرية لهذه للأخيرة، والتي نمت باطراد متجاوزة الأسطول الأميركي.
وإلى جانب ذلك، يشكل التوتر القائم بين طوكيو وبكين بسبب جزر سينكاكو مصدر قلق دائم لليابان، ذلك أنها تسيطر على هذه الجزر التي تدعي الصين ملكيتها وتتحرك فيها بحُرية.
وفي سياق آخر، يحتدم الصراع البارد بين الكوريتين، خاصة بعد تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بتطوير ترسانته النووية، إذ يتفق الخبراء على أن بيونغ يانغ يمكن أن تحصل على 300 سلاح نووي في السنوات المقبلة.
وإذا تحققت هذه الوعود، فإن هذا الأمر يمكن أن يثير مخاوف العالم، لأن كوريا الشمالية ستتفوق عسكريا على فرنسا والمملكة المتحدة، كما أن هذا سيدفع كوريا الجنوبية إلى البحث عن أسلحة نووية هي الأخرى.
تحالفات جديدة
كشفت صحيفة L’Obs الفرنسية أن التهديد الصيني جعل اليابان تعيد تفعيل تحالفها التقليدي مع الولايات المتحدة، فضلا عن إقامة شراكات أمنية جديدة مع المملكة المتحدة وإيطاليا.
وإلى جانب ذلك، تجري القوات الجوية اليابانية والهندية هذه الأيام تدريبات عسكرية مشتركة لأول مرة، كما أن طوكيو تقوم بتغيير جذري في عقيدتها العسكرية.
وتقوم الاستراتيجية الأمنية الجديدة لليابان على اكتساب قوة الهجوم المضاد والرفع من قدرتها على الردع، لتصبح جهة فاعلة تعمل على استقرار منطقة المحيطين الهندي والهادي، خاصة في ظل التراجع النسبي للقوة الأميركية في المنطقة بسبب صعود القوة العسكرية الصينية والكورية الشمالية.
التعاليق (0)
التعاليق مغلقة.