نشرت “الأحداث المغربية”، أن اللجنة العلمية والتقنية أمهلت المواطنين شهر يوليوز الجاري حتى تقدم تقييمها النهائي للحالة الوبائية بالبلاد، بحيث سيكون سلوك المواطن المحدد الرئيس في مدة تطور الوضع الوبائي، هل في الاتجاه السلبي أم في الاتجاه الإيجابي، وبالتالي يمكن للجنة الخروج بتقريرها النهائي الذي ستقدمه للحكومة للمصادقة عليه.
ونسبة إلى مصادر الجريدة فإن اللجنة اضطرت إلى وضع سيناريوهين محتملين إذا ما تطورت الوضعية الوبائية إلى الأسوأ، والتزام المواطن بسلوكه الحالي، عنوانهما لتشديد في بعض القيود، وإن اختلف توقيتها الزمني.
وهكذا فقد اقترحت اللجنة تشديد القيود ابتداء من 15 عشر غشت القادم والعودة إلى الجحر الجزئي في حالة استمرار انتشار المتحور البريطاني “ألفا”، الذي يعتبر علميا هو السائد في المغرب بنحو 80 بالمائة، والسيناريو الثاني يتمثل في تشديد القيود، لكن هذه المرة ابتداء من فاتح غشت القادم، وذلك في حالة سيادة المتحور الهندي “دلتا”، المحدد في 20 في المائة حاليا.
وفي تصريح لجريدة “الاتحاد الاشتراكي” أوضح الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن سلوكيات المواطنين والتراخي التام لعدد كبير منهم، بعد تخفيف الإجراءات وفتح الحدود، تعيد تكرار خطأ السنة الماضية نفسه، بالنظر إلى أن العديد منهم يعتقدون أن الفيروس انتهى وأن الجائحة لم يعد لها وجود، ويتعاملون بشكل طبيعي دون احترام للإجراءات الفردية ولا الجماعية، مشددا على أن هذا السلوك المتهور يشكل بيئة حاضنة لانتشار الفيروس.
وأبرز الخبير الصحي أن المعطيات العلمية المتوفرة اليوم تشكل مصدر قلق كذلك، إذ إن متحور دلتا الهندي ينتشر بنسبة 60 في المائة أكثر من المتحور ألفا البريطاني، في حين أن هذا الأخير أكثر انتشار من السلالة الأصلية لفيروس كوفيد 19 بنسبة 70 بالمائة.
من جهتها، “بيان اليوم” كتبت بأن البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية، أفاد بأن النسخة المتحورة من فيروس كورونا المعروفة باسم “دلتا” ستكون بعد أسابيع هي السلالة السائدة بالمملكة.
وقال عز الدين الإبراهيمي، في “تدوينة” له، إن هذه النسخة من الفيروس وصلت إلى المغرب، داعيا إلى أخذها بعين الاعتبار في أخذ القرار، لكونها تتفشى أسرع بـ 60 بالمائة من متحور “ألفا” الذي يوجد بالمملكة منذ يناير الماضي.
وأضاف الإبراهيمي أن حتمية ارتفاع الإصابات مؤكدة بالنظر إلى حركية المجتمع والتخفيف من التدابير الاحترازية من الفيروس ومضاعفة عدد من التحاليل وتفشي المتحور “دلتا”، ولذلك هناك تركيز حاليا على التسريع في وتيرة التلقيح مع ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية ضد الوباء.