تقديم :
بمناسبة الذكرى السادسة و الأربعين لانطلاقة المسيرة الخضراء المظفرة توجه صاحب الجلالة محمد السادس بخطاب مركز و بليغ الى الامة و منه الى المنتظم الدولي.
وقد حمل الخطاب حمولة سياسية ، اقتصادية و اجتماعية حدد فيه صاحب الجلالة اهم التطورات التي عرفها ملف الصحراء المغربية و كذا المستجدات التي طرأت عليه.
وقد قسم صاحب الجلالة الخطاب السامي الى قسمين أساسيين:
1-البداية بالمكتسبات.
2-التطورات الإيجابية لقضية الصحراء
وقد بعث صاحب الجلالة من خلال خطابه برسائل جوهرية ومحددة تهم كل العناصر التالية:
1- القوات المسلحة الملكية
2- الولايات المتحدة الامريكية
3- الأمين العام للأمم المتحدة
4- الشركاء الدوليون (خاصة الأوروبيون منهم)
5- الشعوب المغاربية
أولا : البداية بالمكتسبات و الرسائل التي تحتوي عليها
استهل صاحب الجلالة الخطاب بذكر المكتسبات التي حققتها قضية الصحراء المغربية وهذه الخطوة تحمل دلالة الاطمئنان و عدم الفزع و القلق خصوصا ما تشهده المنطقة في الأيام الأخيرة من محاولة زعزعة استقرارها . وقد بعث العاهل المغربي برسالة أولى لتهنئة القوات المسلحة الملكية على الدور الكبير والنصر المبين الذي حققته اثناء تدخلها الاستراتيجي المحكم لتأمين عبور المسافرين و البضائع عبر معبر الكركرات في الحدود مع موريتانيا يوم 13 نونبر 2020.
وتشكل هذه الرسالة قرارا نهائيا بعدم عودة المنطقة الى ما قبل ذاك التاريخ فلا مجال لتسلل العدو لقطع الطريق مجددا ، ووضع حد نهائي لاستفزازات العدو الوهمي.
الرسالة الثانية : الى الولايات المتحدة الامريكية :
هي رسالة مجاملة و توضيح للقرار الأمريكي القاضي بالاعتراف الرسمي بسيادة المغرب على صحرائه ، و هو بمثابة قطع الشك باليقين للآراء القائلة بتراجع الإدارة الامريكية الجديدة على قرار سابقتِها ، وبالتالي فالقرار سيادي يبين مدى الدعم الأمريكي الذي ما فتئ يقدمه للمغرب في اطار التعاون الاستراتيجي بين البلدين ، و قد اسفر عن هذا القرار فتح اكثر من 24 دولة غالبيتها افريقية و عربية إشارة الى حث الدول الاوربية الكبرى الى التقدم بنفس الخطوات و اثبات تمثيليتها بالصحراء المغربية
الرسالة الثالثة : رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة :
هي دعوة الى الإسراع بالعمليات السياسية و إعادة الحياة للمساعي السلمية سواء مع الجزائر مباشرة او بتطبيق مقتضيات الأمم المتحدة و تنفيذ قراراته على أساس قرارات مجلس الامن منذ 2007 و الداعي الى الغاء الاستفتاء و تبني مقترح الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية على أراضيه ، و قد اكد صاحب الجلالة في هذه الرسالة بما لا يدع مجالا للشك: أن مغربية الصحراء لم تكن ابدا ولن تكون في يوم ما على طاولة المفاوضات و ان سيادة المغرب على صحرائه خط احمر لا يمكن تجاوزه.
ثانيا : التطورات الإيجابية
تطرق الخطاب الملكي في هذا القسم الى ابراز مستوى النهضة التنموية التي عرفتها الأقاليم الجنوبية من المملكة و الوثيرة السريعة التي تسير بها من بنية تحتية و مؤسسات جامعية و صحية و تجارية و ما تتمتع به من استقرار سياسي و اجتماعي تمخض عنه انتخاب مجالس منتخبة بطريقة ديمقراطية بإرادة حرة نزيهة و قد بعث صاحب الجلالة من خلال هذا القسم برسالتين هامتين الى كل من الشركاء الدوليين و الى الشعوب المغاربية الخمسة .
الرسالة الرابعة : رسالة الى الشركاء الدوليين ( خاصة الأوروبيين منهم ) ( الأولى في هذا القسم)
دعا العاهل المغربي في رسالته للشركاء الدوليين و خاصة الاوربيين منهم الى عدم التمييز بين الأراضي المغربية ، فكما يمكن الاستثمار في شمال المملكة ووسطها لا شيء يمنع من استيفاء المناطق الجنوبية للمملكة حقها في الاستفادة من الاستثمارات الاوربية باعتبارها جزء لا يتجزأ من المملكة المغربية و قد سبق للعاهل المغربي ان اكد ان مدينة اكادير هي التي تتوسط الأراضي المغربية إشارة الى سيادة المغرب على كل أراضيه .
كما وجه العاهل المغربي تحذيرا شديد اللهجة لأصحاب المواقف الرمادية و الغامضة الى ضرورة تحديد مواقفهم من سيادة المغرب على صحرائه بكل صدق و شفافية ، و قد عبر صاحب الجلالة بالتوقف عن كل انواع التعاون و وقف كل اشكال الشراكات معهم الا بعد تبيان توجهاتهم إشارة الى الذين يساومون في البضائع القادمة من الصحراء كالمنتجات البحرية و الفلاحية بدعوى عدم خضوعها للسيادة المغربية .
الرسالة الخامسة: رسالة الى الشعوب المغاربية:
بدأ صاحب الجلالة بالشعب المغربي و حثه على الاعتزاز بما حققه المغرب من تقدم كما شاركهم في تحمل المسؤولية في الدفاع عن ارضه على اعتبار ان القضية قضية كل المغاربة كما حث شعبه على مزيد من اليقظة و التعبئة كل من موقعه و مركزه و جهده.
ثم توجه بعد ذلك للشعوب المغاربية الأخرى دون استثناء او اقصاء بمتمنياته بمزيد من التقدم و الازدهار و النماء و هي إشارة الى سعي المغرب على وحدة الشعوب المغاربية و سلامتهم من كل بأس او مكروه
وهي دعوة المغرب للسلم و السلام و إطفاء نار المشاحنات و المزايدات الفارغة تحقيقا لمصلحة الشعوب و استقرار المنطقة .
كما ختم صاحب الجلالة خطابه كالمعتاد برسالة شكر و عرفان للمرابطين في التخوم و الثكنات و المدافعين عن سيادة المغرب من قوات مسلحة ملكية و رجال الدرك و القوات المساعدة رفعا لهمتهم و اعترافا بخدماتهم الجليلة في حق الوطن .
حرر بالدشيرة يوم 06 نونبر 2021
الأستاذ : لحسن اوبحمان